كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 7)
[ترجمة ابن الجنان]
وهذا ابن الجنان (1) له الباع المديد في النظم والنثر، ومن شعره رحمه الله تعالى في مرضه الذي توفي فيه، وهو آخر كلامه:
جهل الطبيب شكايتي، وشكايتي ... أنّ الطبيب هو الذي هو ممرضي
فإن ارتضى برئي تدارك فضله ... وإن ارتضى سقمي رضيت بما رضي
ما لي اعتراض في الذي يقضي به ... لكن لرحمته جعلت تعرضي ومن نظمه رحمه الله تعالى ملغزاً في بطيخة:
وحبلى بأبناء لها قد تمخّضوا ... بأحشائها من بعد ما ولدوها
كسوها غداة الطلق برداً معصفراً ... على يقق أزرارها عقدوها
ولمّا رأوها قد تكامل حسنها ... وأبدر منها طالع حسدوها
فقدّوا قميص البدر بالبرق واجتلوا ... أهلّتها من بعد ما فقدوها
ولو أنصفوا ما أنصفوا بدر تمّها ... ولا أعدموا الحسناء إذ وجدوها وقال أيضاً ملغزاً في الميل، وهو المرود:
مسترخص السوم غال ... عال له أيّ حظوه
ما جاوز الشبر قدراً ... لكنّه ألف خطوه وهذا استخدام ما به باس، لأنّه اكتسى من الحسن خير لباس، وكم لهذا
__________
(1) كتب حيثما ورد في ق والتجارية " ابن الجيان " - بالياء - وهو خطأ؛ فقد ذكره ابن عبد الملك في مواضع من الذيل والتكملة (4: 108 و 5: 327 ... ) بالنون؛ ونسخة الجزء الخامس من الذيل والتكملة مضبوطة مصححة. وكذلك ثبت اسمه في المصادر التي ترجمت له (انظر الإحاطة 2: 256 - 264 وعنوان الدراية: 213) . وله في الذيل والتكملة (5: 327) رسالة إلى أبي عبد الله ابن عابد، وفي (4: 108) تعزية في أستاذه سهل بن مالك، والجزء الذي ترجم له فيه ابن عبد الملك لا يزال مفقوداً، وعنه ينقل لسان الدين.