كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

وذات، وهوات، ورباب، ومسطع، وقدار بن سالف عاقر الناقة (¬1).
وهرمى على وزن حرمى، وهوات مشدَّد.
وقال مجاهد، وغيره: إن ثمود لما عقروا الناقة وَعَدَهم صالح عليه السلام بالعذاب بعد ثلاثة أيام، فاتفق هؤلاء التسعة - وكان منهم عاقر الناقة - وتحالفوا على أن يأتوا دار صالح عليه السلام ليقتلوه وأهلَه، قالوا: فإن كان كاذبًا في وعيده أوقعنا به ما يستحق، وإن كان صادقًا كنا عجلناه قبلنا، وشفينا نفوسنا؛ فذلك قوله تعالى: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} [النمل: 49] أي: ما حضرنا قتلهم {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)} [النمل: 49، 50] (¬2).
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: أتى التسعة رهط إلى دار صالح عليه السلام شاهرين سيوفهم، فقتلتهم الملائكة عليهم السلام رضخاً بالحجارة، فكانوا يرون الحجارة ولا يرون من يرميها (¬3).
وقال قتادة: خرجوا مسرعين إلى صالح عليه السلام، فسلط الله عليهم مَلَكًا بيده صخرة فقتلهم.
وقال السُّدِّي في قوله: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (9/ 2900).
(¬2) انظر: "تفسير القرطبي" (13/ 217).
(¬3) انظر: "تفسير الثعلبي" (7/ 217).

الصفحة 10