كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

ما بعث الله تعالى نبياً مرتين إلا شعيباً عليه السلام (¬1).
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: فلما عتا أهل مدين على الله تعالى أخذتهم الرجفة، وذلك أن جبريل عليه السلام صاح عليهم صيحة رجفت منها الجبال والأرض، فخرجت أرواحهم من أبدانهم، فذلك قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} [الأعراف: 78]. أخرجه ابن عساكر، وغيره (¬2).
وروى ابن عسكر أيضاً عن جبلة بن عبد الله قال: بعث الله تعالى جبريل عليه السلام إلى أهل مدين شطر الليل ليأفكهم بمغانيهم، فألفى رجلاً قائماً يتلو كتاب الله، فهابه أن يهلكه فيمن يهلك، فرجع إلى المعراج، فقال: اللهم أنت سبوح قدوس، بعثتني إلى مدين لأفك مغانيهم، فأصبت رجلاً قائماً يتلو كتاب الله، فأوحى الله تعالى إليه: ما أعرفني به! هو فلان بن فلان، فابدأ به؛ فإنه لم يدفع عن محارمي إلا موادعاً (¬3).
وفي هذا الأثر إطلاق المعرفة على الله تعالى، وقد منعها الأكثرون لعدم الورود.
والمراد بالكتاب الذي كان يتلوه: صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 502).
(¬2) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (23/ 74)، و"الدر المنثور" للسيوطي (3/ 502).
(¬3) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (23/ 74).

الصفحة 121