كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

وروى الحاكم في "المستدرك" عن عبد الرحمن الأعرج قال: رأيت ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يقرأ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]، وهو يبكي؛ قال: هو الرجل استأجر الرجل أو الكيَّال، وهو يعلم أنه يحيف في كيله، فوزره عليه (¬1).
وروى (¬2) ابن ماجه عن أبي أمامة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "شَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدٌ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِه" (¬3).
وروى الخِلَعي في "فوائده" من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، ولفظه: "شر البرية" (¬4).
ومن التطفيف: الأخذ بصنجة، والإعطاء بغيرها.
قال خلف بن حوشب: هلك قوم شعيب عليه السلام من شعيرة إلى شعيرة؛ كانوا يأخذون بالرزينة، ويعطون بالخفيفة (¬5).
قلت: وهذا حال كثير من تجار هذه الأعصار حتى لا يكاد يوافق ميزان لميزان، ولا مثقال لمثقال.
¬__________
(¬1) رواه الحاكم في "المستدرك" (3907).
(¬2) في "أ": "رواه".
(¬3) رواه ابن ماجه (3966)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير" (7559)
(¬4) ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 128)، والطيالسي في "المسند" (2398).
(¬5) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (5/ 1520).

الصفحة 128