كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

وتقدم حديث: "مَنْ أَعَانَ عَلَىْ قَتْلِ مُسْلِمٍ وَلَوْ بِشطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللهَ مَكْتُوْبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِن رَحْمَةِ اللهِ" (¬1).

5 - ومنها: العزم على القتل، والحلف عليه، والعزم على الكذب والجحود، والحلف عليهما.
وكل ذلك ليس من أفعال المؤمنين.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ خُلُقٍ لَيْسَ الْخِيَانة وَالْكَذِبَ" (¬2).
وهذا وغيره من أنواع الفساد في الأرض فاشٍ في هذه الأعصار.
وقد روى البيهقي في "الشعب" عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى: أنه قرأ هذه الآية: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} [النمل: 48] الآية؛ قال: وكم اليوم في كل قبيلة من الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون (¬3).
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه.
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 252) عن أبي أمامة - رضي الله عنه -. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 92): منقطع بين الأعمش وأبي أمامة.
ورواه أبو يعلى في "المعجم" (167) (ص: 152). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 92): رجاله رجال الصحيح.
وقال الدارقطني في "العلل" (4/ 330): الموقوف أشبه بالصواب.
(¬3) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (7600)، وكذا ابن أبي حاتم في "التفسير" (9/ 2900).

الصفحة 14