كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

روى ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ما ابتلي بهذا الدين فقام به كله إلا إبراهيم عليه السلام؛ قال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [البقرة: 124].
قيل: ما الكلمات؟
قال: سهام الإسلام ثلاثون سهمًا؛ عشرة في براءة: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} [التوبة: 112]، إلى آخرها، وعشرة في أول سورة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} [المؤمنون: 1]، {سَأَلَ سَائِلٌ} [المعارج: 1]، {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)} [المعارج: 26] الآيات، وعشرة في الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات} [الأحزاب: 35]، إلى آخر الآية، فأتمهن كلهن، فكتب له براءة؛ قال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} [النجم: 37] (¬1).
وروى الحاكم عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: إن الله تعالى أنزل على إبراهيم عليه السلام مما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} [التوبة: 112] إلى قوله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوية: 112]، و {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} [المؤمنون: 1] إلى قوله تعالى: {فِيهَا خلِدُونَ} [المؤمنون: 1 - 11]، {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35] الآية، والتي في سأل: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)} [المعارج: 23]، فلم يف بهذه السهام إلا إبراهيم، ومحمد صلى الله عليهما وسلم (¬2).
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه.
(¬2) رواه الحاكم في "المستدرك" (4021).

الصفحة 18