كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

يا رسول الله! لو اشتريت هذه ولبستها يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذهِ مَنْ لا خَلاقَ لَه" (¬1).

2 - ومنها: الدعوة إلى عبادة النفس، وإعطائها فوق حقها.
ونمرود في ذلك أسبق من فرعون، والمتشبهون بهما في ذلك هم الدجاجلة، وهم على قسمين:
فمنهم من يدعو إلى اتباعه جهارًا.
إما لدعوة النبوة كالدجاجلة الثلاثين المشار إليهم بقوله - صلى الله عليه وسلم -."إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ ثَلاثِيْنَ دَجَّالاً كَذَّابًا". رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (¬2).
روي أن هؤلاء يدَّعون النبوة.
وفي حديث آخر: إنهم سبعون (¬3).
وإما لدعوى الألوهية كالأعور الذي يقتله عيسى عليه السلام، وهو الذي أنذر به كلُّ ذنبي كما روى الترمذي عن أنس رضي الله تعالى
¬__________
(¬1) رواه البخاري (846)، ومسلم (2068)، وأبو داود (1076)، والنسائي (1382)، وكذا ابن ماجه (3591).
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 117).
(¬3) روى أبو يعلى في "المسند" (4055) عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون قبل خروج الدجال نيف على سبعين دجالاً".

الصفحة 31