كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

وقد وردت أحاديث وآثار تدل على ذم القصص، حتى قال إبراهيم النخعي: الحمد لله الذي لم يجعلنا ممن يذهب إلى قاصٍّ، ولا إلى بيعة، ولا إلى كنيسة. رواه أبو الفرج بن الجوزي في كتاب "القصاص والمذكرين" (¬1).
وقال أبو إدريس الخولاني رحمه الله تعالى: لأنَّ أرى في ناحية المسجد نارًا تأجج أحب إلى من أن أرى في ناحيته قاصًا يقص (¬2).

وإنما أنكر القصص من أنكره من السلف وذمَّه لأمور:
أحدها: أنَّه يشغل عما هو أهم منه من تعلم القرآن وتلاوته، ورواية الحديث، والتفقه في الدين.
الثاني: أن في القرآن والسنة من الموعظة ما يغني عما سواه.
الثالث: أنهم لما رأوا القُصَّاص لا يتحرَّون الصواب، ولا يتحرَّزون من الخطأ أنكروه.
ولفظ أثر أبي إدريس في رواية أبي نعيم في "الحلية": لأنَّ أرى في ناحية المسجد نارًا تَقِدُ أحب إلي من أن أرى فيها رجلًا يقص ليس بفقيه (¬3).
الرابع: أن القصاص لا يجتمع عليهم في الغالب إلا العوام، فربما
¬__________
(¬1) رواه ابن الجوزي في "القصاص والمذكرين" (ص: 356).
(¬2) رواه ابن الجوزي في "القصاص والمذكرين" (ص: 351).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 124).

الصفحة 423