كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن أبي المليح رحمه الله تعالى قال: ذكر ميمون القاص فقال: لا يخطئ القاص ثلاثًا: إما أن يُسَمِّن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يعجب بنفسه، وإما أن يأمر بما لا يفعل؛ قال: فلهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "القاصُّ يَنْتَظِرُ المَقْتَ" (¬1).
ولهذا توقف عمر رضي الله تعالى عنه في الإذن لتميم الداري رضي الله تعالى عنه حين استأذنه في القصص، ثمَّ أذن له.
فروى الطبراني بسند جيد، عن عمرو بن دينار: أن تميمًا الداري رضي الله تعالى عنه استأذن عمر في القصص، فأبى أن يأذن له، ثمَّ استأذنه فأبى أن يأذن له، ثمَّ استأذنه فقال: إن شئت -وأشار بيده؛ يعني: الذبح- (¬2).
وروى الإمام أحمد بسند صحيح، عن الحارث بن معاوية الكندي: أنَّه ركب إلى عمر رضي الله تعالى عنه، فسأله عن القصص، فقال له: ما شئت -كأنه كره أن يمنعه-.
قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك.
قال: أخشى عليك أن تقص، ثمَّ ترتفع في نفسك، ثمَّ تقص فترتفع في نفسك حتى يُخَيَّل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك الله تحت
¬__________
(¬1) انظر: "تحذير الخواص من أحاديث القصاص" للسيوطي (ص: 202).
(¬2) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (1249). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 190): رجاله رجال الصحيح.

الصفحة 425