كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا الأَعْمالُ بِالنِّياتِ" (¬1).
فليخلص ولا يرائي ولا يتطلَّع إلى شهرة ولا إلى شيء من أغراض الدُّنيا.
وروى أبو بكر المروزي في كتاب "العلم" عن سفيان بن عيينة قال: قيل لطاوس رحمه الله تعالى: ذَكِّرنا.
فقال: لم تحضرني حسبة في ذلك (¬2)؛ أي: نية صحيحة.
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن صفوان بن عمرو قال: كان خالد بن معدان رحمه الله تعالى إذا عظمت حلقته قام فانصرف.
قيل لصفوان: ولم كان خالد يقوم؟
قال: كان يكره الشُّهرة (¬3).
وروى أبو الشُّيخ عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى: أنَّه قرأ هذه الآية: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} [هود: 88]، قال: بلغني أنَّه يدعى يوم القيامة بالمذكِر الصالح فيوضع على رأسه تاج الملك، ثمَّ يُؤمر به إلى الجنَّة، فيقول: إلهي! إنَّ في مقام القيامة أقوامًا كانوا يعينوني في الدُّنيا على ما كنت عليه.
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه.
(¬2) ورواه ابن المبارك في "الزهد" (1/ 20)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 399) عن داود بن سابور عن طاوس.
(¬3) ورواه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (ص: 72).

الصفحة 436