كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

قال: هلكت وأهلكت (¬1).
وروى الطَّبراني نحو ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (¬2).
وسبق قول أبي إدريس الخولاني: لأنَّ أرى في ناحية المسجد نارًا تقد أحب إليَّ من أن أرى فيها رجلًا يقص ليس بفقيه.
الرابع: أن لا يخلو مجلسه من الفقه وبيان الأحكام الشرعية لأنَّ العامة أكثر ما يعتبرون قول من هذا منصبه.
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد عن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: دخلت المسجد فإذا حميد بن عبد الرَّحمن يذكر العلم، وإذا بسعيد بن عبد الرَّحمن يقص في ناحية، فقلت: إلى أيهما أجلس؟
قال: فلم أقعد إلى واحد منهما، ووضعت رأسي إلى سارية، فنمت، فأتاني آتٍ في المنام فقال لي: أمثلت بينهما؟ لئن شئت لنرينَّك مقعد جبريل عليه السَّلام من حميد بن عبد الرَّحمن؛ يعني: الحميري (¬3).
وروى الخطيب عن يزيد الرَّقاشي، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَومٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ غُدْوَةٍ إلَى طُلُوعِ
¬__________
(¬1) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (5407)، وكذا أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (ص: 3).
(¬2) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10603).
(¬3) انظر: "تحذير الخواص من أكاذيب القصاص" للسيوطي (ص: 210).

الصفحة 438