كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

ولنفسك، ولا يغرنك اجتماعهم عليك؛ فإنهم يراقبون ظاهرك، والله رقيب باطنك (¬1).
وقال الدِّينوري في "المجالسة": حدَّثنا إبراهيم الحربيُّ قال: ثنا داود بن رشيد قال: كان ابن السَّمَّاك يعظ النَّاس يومًا فطول، فلمَّا فرغ دخل إلى منزله وكانت له جارية عاقلة، فقال لها: كيف رأيت كلامي؟
فقالت: حسن لولا أنك تكرر وتردد.
فقال لها: أنا أكرر وأردد حتى يَفْهَمَهُ من لا يَفْهَمُه.
فقالت: إلى أن تُفْهِمَهُ من لا يَفْهَمُهُ! قد نسي من قد فَهِمَهُ.
فعجب من حسن قولها ومن فطنتها (¬2).
وروى أبو نعيم في "الحلية" عن حبيب بن أبي ثابت قال: إن من السنَّة إذا حدَّث الرَّجل القوم أن يقبل عليهم جميعًا، ولا يختص أحدًا دون أحد (¬3).
الرابع عشر: أن لا يحث المستمعين على رفع الصَّوت ولا يستثيرهم لذلك، بل ينبغي أن يعلمهم السَّكينة والوقار.
ففي الحديث عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا ترن في مجلسه الأصوات. رواه الترمذي في "الشَّمائل" (¬4).
¬__________
(¬1) رواه القشيري في "رسالته" (ص: 227).
(¬2) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 246).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 61).
(¬4) رواه الترمذي في "الشمائل المحمدية" (ص: 278).

الصفحة 450