كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108]، فسألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن طهورهم الذي أثنى الله عليهم به، فقالوا: إنا نغسل أثر الغائط والبول بالماء. كما رواه أبو داود عن قتادة، والدارقطني عن أبي أيوب، وجابر، وأنس، وكلهم من الأنصار رضي الله تعالى عنهم (¬1).
وقد كان أهل قباء مجاورين لليهود، فلو كانوا يشاركونهم في ذلك ما استحقوا هذا الثناء.
وكذلك كانت اليهود يَسْدُلون، فوافقهم النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لمَّا قدم المدينة، ثمَّ خالفهم وفرق كما تقدم أوَّل الباب.
وتقدم في التشبه بالأنبياء عليهم السلام عن ابن عباس: أن الفرق من سنة إبراهيم عليه السَّلام.
وكذلك السِّواك، والأخذ من الشعور، وإعفاء اللحى ليس من آداب أهل الكتاب، كما روى ابن عساكر عن علي - رضي الله عنه -، عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه قال: "اغْسِلُوا ثِيابَكُم، وَخُذُوا مِنْ شُعُورِكُمْ، واسْتاكُوا وَتَزيَّنُوْا؛ فَإِنَّ بَني إِسْرائِيْلَ لَمْ يَكُوْنُوْا يَفْعَلُونَ فَلِكَ فَزَنَتْ نِساؤُهُمْ" (¬2).
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (44)، وكذا الترمذي (3100)، وابن ماجه (357) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
ورواه الدارقطني في "السنن" (1/ 62)، وكذا ابن ماجه (355) عن أبي أيوب وجابر وأنس - رضي الله عنهم -.
(¬2) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (36/ 124). قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1158): حديث لا يصح، وإسناده ظلمة.

الصفحة 470