كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

وعن الإمام أحمد: أنه كره العمامة إلا أن تكون مُحَنَّكة، وقال: إنما يعتم مثل ذلك ها هنا اليهود والنصارى والمجوس (¬1).
ولعله يقال: إن هذه العادة قد بطلت، وتغير زيهم عن ذلك بالبرانط، فلا مشابهة بين المسلمين وبينهم.
وروى أبو نعيم عن أبي العالية أنه قال: زارني عبد الكريم أبو أمية وعليه ثياب صوف، فقلت: هذا زي الرهبان؛ إن المسلمين إذا تزاوروا تجملوا (¬2).
ومن هنا استحب التَّجَمُّل للجمع والأعياد، ولا سيما بالبياض.

46 - ومن أعمال اليهود: لباس المزعفر والمعصفر.
ونص الإمام الشافعي - رضي الله عنه - على تحريم الأول، وكره الثَّاني.
لكن بحث البيهقي أن مقتضى مذهب الشَّافعي تحريمه لصحَّة الحديث بالنَّهي عنه، وهو الذي رجحه أكثر المتأخرين (¬3).
وروى الشَّيخان عن عبد الله بن عمر [و] رضي الله تعالى عنهما قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ ثوبين معصفرين فقال: "إِنَّ هَذَا مِنْ ثِيابِ الكُفَّارِ فَلا تَلْبَسْهُمَا" (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "المبدع" لابن مفلح (1/ 149).
(¬2) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 217)، وكذا البخاري في "الأدب المفرد" (348).
(¬3) انظر: "معرفة السنن والآثار" للبيهقي (1/ 576).
(¬4) رواه مسلم (2077).

الصفحة 476