كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

فقال أبو بكر: ما أنت بنازل ولا أنا براكب؛ إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله.
ثمَّ قال: ستجد أقواماً فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر؛ فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف، الحديث (¬1).
قال البغوي: قوله: فحصوا عن أوساط رؤوسهم؛ أي: حلقوا مواضع منها كأفحوص القطا، وهم الشَّمامسة (¬2)؛ يعني: رؤوس النصارى، جمع: شماس، وهو الذي يحلق وسط رأسه لازماً للبيعة؛ قاله في "القاموس" (¬3).

51 - ومنها: ترك الاستتار عند الطَّهارة في الملأ، أو إبداء العورة في الناس مطلقًا.
روى الإمام أحمد، والشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كَانَتْ بَنُوْ إِسْرائِيْلَ يَغْتَسِلُونَ عُراةً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوْا: واللهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنا إلا أَنَّهُ آدر" (¬4)، فذكر الحديث، وتقدم بمعناه في التشبه بالأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام.
¬__________
(¬1) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (2/ 447).
(¬2) انظر: "شرح السنة" للبغوي (11/ 49).
(¬3) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 712) (مادة: شمس).
(¬4) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 315)، والبخاري (274)، ومسلم (339).

الصفحة 484