كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

ورُدَّ: بأن الَّذي اختصَّت به الغرَّة والتَّحجيل لا أصل الوضوء كيف وفي الحديث: "هَذا وُضُوْئِي وَوُضُوءُ الأَنْبِياءِ قَبْلِي" (¬1).
وأجاب الحافظ ابن حجر بضعف الحديث، وعلى تقدير ثبوته فيحتمل أن يكون الوضوء من خصائص الأنبياء عليهم السَّلام دون أممهم إلا هذه الأمة (¬2).
ويؤيد هذا الاحتمال -كما قال الحافظ السَّيوطي رحمه الله تعالى- ما رواه أبو نعيم رحمه الله تعالى في "الدلائل" عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صِفَتِي أَحمَدُ المُتَوَكِّلُ، مَولدُهُ بِمَكَّةَ، وَمُهاجَرُهُ إلَى طَيْبَةَ، لَيْسَ بِفَظِّ وَلا غَلِيْظِ، يَجْزِي بِالحَسَنَةِ وَلا يُكافِئُ بِالسَّيِّئَةِ، أُمَّتُهُ الحَمّادُونَ، يَأتَزِرُونَ عَلَى أَنْصافِهِم، وَيُوَضئِّوْنَ أَطْرافَهُم ... " الحديث (¬3).
وروى الدارمي، وابن عساكر عن كعب رحمه الله تعالى في صفة النَّبي - صلى الله عليه وسلم - في التوراة: أمته الحمَّادون، يحمدون الله في كل سرَّاء وضرَّاء، وُيكَبرون الله على كل نجد، يُوضئون أطرافهم، ويأتزرون في أوساطهم (¬4).
وروى ابن أبي حاتم، وأبو نعيم عن وهب قال: أوحى الله تعالى
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 98) عن ابن عمر - رضي الله عنهما -.
(¬2) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (1/ 236).
(¬3) ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10046). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 271): رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(¬4) رواه الدارمي في "السنن" (8)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 186).

الصفحة 486