كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

وروى ابن خزيمة في "صحيحه" عن أنس - رضي الله عنه - قال: كنا مع النَّبي - صلى الله عليه وسلم - جلوساً فقال: "إِن الله تَعالَى أَعْطَانِي خِصَالًا ثَلاثا: أَعْطانِي صَلاةً في الصُّفُوفِ، وَأَعْطانِي التَّحِيَّةَ إِنَّها لتحِيَّةُ أَهْلِ الجَنَةِ، وَأَعطانِي التَّأمِيْنَ وَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ إِلا أَنْ يَكُونَ اللهُ أَعْطَى هارُونَ يَدْعُو مُوسَى وُيؤَمِّنُ هارُونُ" (¬1).
وروى أبو نعيم في "الدلائل"، وغيره عن كعب الأحبار: أن من صفة هذه الأمة في كتاب الله -يعني: التوراة -: يصفون في الصلاة كصفوف الملائكة، ويصفون في القتال كصفوفهم في الملائكة (¬2).

63 - ومن أعمال اليهود: اشتمال الصَّمَّاء في الصلاة.
روى الحاكم وصححه، والبيهقيّ عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذا صَلى أَحَدُكُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ فَلْيَشُدَّهُ عَلَى حِقْوِهِ، وَلا يَشْتَمِلْ كاشْتِمالِ اليَهُودِ" (¬3).
¬__________
= "الترغيب والترهيب" (1/ 194). لكن الحديث يرويه معاذ بن جبل - رضي الله عنه - يذكر قصة فيها ذكر عائشة رضي الله عنها.
(¬1) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1586) وتردد في ثبوته، وكذا الحارث ابن أبي أسامة في "المسند" (172). قال ابن حجر في "المطالب العالية" (4/ 77): لم يثبت لضعف زربي.
(¬2) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 386) وعنده: "في الصلاة" بدل "في الملائكة".
(¬3) رواه الحاكم في "المستدرك" (930)، والبيهقيّ في "السنن الكبرى" (2/ 236)، وكذا ابن خزيمة في "صحيحه" (769).

الصفحة 508