كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

فيما يلي المحراب خروجاً من الخلاف.
روى البزار -ورجاله موثقون- عن عبد الله؛ يعني: ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أنه كره الصَّلاة في المحراب، وقال: إنما كانت الكنائس، فلا تشبهوا بأهل الكتاب (¬1).
وروى سعيد بن منصور، ولفظه: كان يكره الصلاة في الطاق، ويقول: إنه في الكنائس؛ فلا تشبهوا بأهل الكتاب (¬2).
وروى ابن أبي شيبة عن موسى الجهني قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَزالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ ما لَمْ يَتَّخِذُوا في مَسَاجِدِهِمْ مَذابِحَ كَمَذابِحِ النَّصارَى" (¬3)؛ يعني: المحاريب.
وعن أبي ذر رضي الله تعالى عنه: أن من أشراط السَّاعة أن تتخذ المذابح في المساجد (¬4).
وروى عبد الرزاق عن الضَّحاك بن مزاحم رضي الله تعالى عنه قال: أول شرك كان في هذه الأمة الصَّلاة في هذه المحاريب (¬5).
وعن كعب رحمه الله تعالى قال: يكون في آخر الزَّمان قوم تنقص أعمارهم، ويزينون مساجدهم، ويتخذون فيها مذابح كمذابح النَّصارى؛
¬__________
(¬1) رواه البزار في "المسند" (1577). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 15): رواه البزار، ورجاله موثقون.
(¬2) انظر: "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية (ص: 133).
(¬3) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4699).
(¬4) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4701).
(¬5) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (3902).

الصفحة 530