كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

والبيهقيُّ في "الشُّعب" عن حذيفة رضي الله تعالى عنه: أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اِقْرَءُوا القُرْآنَ بِلُحُونِ العَرَبِ وَأَصْواتِها، وأِّياكُمْ وَلُحُونَ أَهْلِ الكِتابَيْنِ وَأَهْلِ الفِسْقِ؛ فَإنَّهُ سَيَجِيءُ بَعْدِي قَوْمٌ يُرَجِّعُونَ القِراءَةَ تَرْجِيعَ الغِناءِ والرَّهْبانِيَّةِ والنَّوحِ، لا يُجاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، مَفْتُوْنةٌ قُلُوبُهُم وَقُلُوبُ مُنْ يُعْجِبُهُم شَأنُهُم" (¬1).
قال ابن الحاج في "المدخل": اللُّحون جمع لحن، وهو التَّطريب، وترجيع الصوت، وتحسينه بالقراءة والشِّعر.
قال علماؤنا: يشبه هذا الذي يفعله قراء زماننا بين يدي الوعَّاظ في المجالس من اللحون الأعجمية التي يقرؤون بها ما نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: والتَّرجيع في القراءة: ترديد الحروف والحركات، والقراءة كقراءة النَّصارى.
قال: والتَّرتيل في القراءة هو التَّأني فيه، والتَّمهل، وتبين الحروف والحركات تشبيهًا بالشَّعر المرتل، وهو المطلوب في قراءة القرآن. انتهى (¬2).
ومذهبنا أن تحسين الصوت بالقرآن وترتيله مستحب ما لم يخرج عن حدّ القراءة بالتمطيط فيكره.
¬__________
(¬1) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (3/ 255)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (7223)، والبيهقيّ في "شعب الإيمان" (2649).
(¬2) انظر: "المدخل" لابن الحاج (1/ 54).

الصفحة 532