كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

روى ابن جرير عن عكرمة قال: كان أهل الكتاب يقدِّمون الغلمان الَّذين لم يبلغوا الحنث يصلُّون بهم، يقولون: ليس لهم ذنوب، فأنزل الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} [النساء: 49].
وعن مجاهد: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ}؛ قال: يعني: اليهود؛ كانوا يقدمون صبيانًا لهم أمامهم في الصَّلاة، يزعمون أنهم لا ذنوب لهم.
قال: فتلك التزكية (¬1).
وأخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة، عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - (¬2).
واعلم أنه يقدم للإمامة العدل، فإن تساويا فالأفقه، فإن تساويا فالأقرأ، فإن تساويا فالأورع، فإن تساويا فالأسن.

91 - ومنها: تزكية النفس.
وهي شاملة لتزكية كل واحد لنفسه، ولتزكيته لأهل اعتقاده أو حرفته، أو قريبه لمجرد الحميَّة.
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 49، 50]
قال الحسن في الآية: هم اليهود والنَّصارى؛ قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ
¬__________
(¬1) رواهما الطبري في "التفسير" (5/ 127).
(¬2) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (3/ 972).

الصفحة 546