كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18]، {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة: 111]. رواه عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم (¬1).
ورويا عن الضحَّاك قال: قالت اليهود: ليس لنا ذنوب إلا كذنوب أولادنا يوم يولدون، فإن كانت لهم ذنوب فإنَّا نحن مثلهم (¬2).
قال الله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النساء: 50].
وقال الله تعالى ناهيًا لهذه الأمة عن ارتكاب ما به ذم أهل الكتاب: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32].
أي: لا تثنوا على أنفسكم إعجابًا، أو: لا يزكي بعضكم بعضاً رياءً.
فأما على وجه التحدث بالنعمة أو الإخبار بما هو عنده من علم أو حرفة ليقصد للتَّعلم منه فإنَّه مقبول لقوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].
ومن القواعد: أن الأمور بمقاصدها.
وروى الزبير بن بكار في "الموفقيات" عن جدِّه عبد الله بن مصعب قال: قال أبو بكر الصِّديق رضي الله تعالى عنه لقيس بن عاصم: صف لي نفسك.
¬__________
(¬1) رواه عبد الرزاق في "التفسير" (1/ 164)، والطبري في "التفسير" (5/ 126)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (3/ 972).
(¬2) رواه الطبري في "التفسير" (5/ 126)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (3/ 972).

الصفحة 547