كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

قال العلماء: اللَّحد، وهو أن يحفر ما يلي القبلة ليكون الميت تحت قبلة القبر؛ لأنه ألحد للنَّبي - صلى الله عليه وسلم - كما في "صحيح مسلم"، وغيره (¬1)، ولقوله: "اللَّحْدُ لَنَا"، إلا أن تكون الأرض رخوة، فيشق في وسط القبر كالنهر، ويبنى جانباه وسقفه، ويرفع السقف قليلًا بحيث لا يمس الميت.

97 - ومنها: وضع الميت في الناووس.
شيء يتخذ من الحجارة أو من الخشب كالصندوق، وقد كان أهل الكتاب وغيرهم يصنعونه.
قال الأوزاعي رحمه الله تعالى: شكت النواويس ما تجد من نتن جيف الكفار (¬2)، فأوحى الله تعالى إليها: بطون علماء السوء أنتن مما فيك. نقله حجة الإسلام في "الإحياء"، وغيره (¬3).
وقال الشَّافعي رضي الله تعالى عنه: بلغني أنه قيل لسعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه: ألا نتخذ لك شيئاً كأنه الصندوق من الخشب؟
قال: بل اصنعوا بي كما صنعتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انصبوا عليَّ اللَّبِنْ، وأَهِيلوا عليَّ التراب (¬4).
¬__________
(¬1) روى مسلم (966) أن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال في مرضه الذي هلك فيه: ألحدوا لي لحداً، وانصبوا علي اللبن نصباً كما صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(¬2) في "أ": "الكلاب".
(¬3) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (1/ 63)، و"جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (1/ 192).
(¬4) انظر: "الأم" للشافعي (1/ 275).

الصفحة 556