كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

بالأرض جمعاً بين الأحاديث كما نقله النَّووي عن الأصحاب (¬1).
ومذهب الشَّافعي - رضي الله عنه -: أن تسطيح القبر أفضل من تسنيمه، واحتج بحديث فضالة وعلي رضي الله تعالى عنهما كما نبه عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "تخريج أحاديث الرافعي" (¬2).
وعن أبي حنيفة، ومالك، وأحمد رضي الله تعالى عنهم: أن التسنيم أفضل، وعللوه بأن التَّسطيح صار شعارًا للشِّيعة، واحتج له (¬3).
قلنا: إن السنة لا تترك لموافقة أهل البدع فيها لأنه معارض أيضًا بأن التسنيم من شعار أهل الكتاب.
ثمَّ إن التسطيح هو ما عليه قبر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله تعالى عنهما كما روى أبو داود بإسناد صحيح، عن القاسم بن محمَّد رحمه الله تعالى قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت لها: اكشف لي عن قبر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، فكشفت عن ثلاثة قبور لا مشرفة، ولا لاطية، مسطوحة ببطحاء العرصة الحمراء (¬4).
أي: لا مرتفعة كثيرًا، ولا لاصقة بالأرض.
¬__________
(¬1) انظر: "المجموع" للنووي (5/ 259).
(¬2) انظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (2/ 134).
(¬3) انظر: "الشرح الكبير" للرافعي (5/ 223)، و"المجموع" للنووي (5/ 259).
(¬4) رواه أبو داود (3220).

الصفحة 559