كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

نصارى نجران، وهذه الآية منها، فتكون تعريضاً بأغنياء النَّصارى أيضًا.
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزُّهد"، ومن طريقه إبراهيم عن الحسن رحمه الله تعالى قال: لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم الرَّحمن لحبهم الدُّنيا (¬1).
قلت: لمَّح الحسن إلى عبادتهم العِجل لكونه صيغ من الذهب.
قال الله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [البقرة: 93]؛ أي: حب العجل.
ومن ثم كان عيسى عليه السَّلام يحث على الزُّهد، ويمدح الفقر خشية أن يقع قومه فيما وقع فيه بنو إسرائيل.
وروى ابن أبي الدنيا في "ذم الدُّنيا" عن الحسن -مرسلًا- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الدُّنْيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيْها، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؛ إِنَّ بَنِي إِسْرائِيلَ لَمَّا بُسِطَتْ لَهُمُ الدُّنْيا وَمُهِّدَتْ باهوا في الحلية والنِّساءِ، والطِّيْبِ والثِّيابِ" (¬2).
وهو في "صحيح مسلم" من حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه دون قوله: "إنَّ بني إسرائيل"؛ زاد: "فاتَّقُوا الدُّنْيا، واتَّقُوا النِّساءَ" (¬3).
وأخرجه النسائي، وزاد: "فَما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَة أَضَرَّ عَلَى
¬__________
(¬1) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: 259).
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (1/ 21).
(¬3) تقدم تخريجه.

الصفحة 562