كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

وقال سفيان رحمه الله تعالى: كان عيسى بن مريم عليهما السَّلام يقول: حبُّ الدنيا رأس كل خطيئة، والمال فيه داء كثير.
قالوا: وما داؤه؟
قال: لا يسلم صاحبه من الفخر والخيلاء.
قالوا: فإن سلم؟
قال: يشغله إصلاحه عن ذكر الله (¬1). رواهما (¬2) أحمد في "الزهد".
وروى ابنه في "زوائده" عن ابن شوذب قال: قال عيسى عليه السَّلام: جودة الثياب خيلاء القلب (¬3).
والآثار عن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسَّلام كثيرة.
وقال بعضهم في معنى كلامه المتقدم: [من الخفيف]
أَيُّها الْمَرْءُ إِنَّ دُنْياكَ بَحْرٌ ... مَوْجُهُ طامحٌ فَلا تأمنَنْها
وَسَبِيْلُ النَّجاةِ فِيْها يَسِيْرٌ ... وَهْوُ أَخْذُ الْكَفافِ والقُوتِ مِنْها (¬4)
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 92).
(¬2) في "أ": "رواها".
(¬3) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 130).
(¬4) البيتان للفقيه محمَّد بن عبد الله بن أبي ريمين، كما في "يتيمة الدهر" للثعالبي (2/ 82).

الصفحة 565