كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

من سوء الاعتقاد.
ومن هذا الباب حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: "لا يُوْرَدُ مُمْرِضٌ عَلَىْ مُصِحٍّ". رواه الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، وابن ماجه (¬1).
وحديثه أيضًا: "لا عَدْوَى، وَلا طَيَرَةَ، وَلا هَامَّةَ، وَلا صَفَرَ، وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُوْمِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ". رواه البخاري (¬2).
وفي قوله: "مِنَ الْمَجْذُومِ" بعد نفي الطيرة والعدوى إشارةٌ إلى أن ذلك ليس من هذا الباب، وكذلك الحديث.
قيل: بل هو من باب الخوف على ضعفاء الأمة من سوء الاعتقاد، وإلا فقد أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد مجذوم فوضعها مَعَهُ في القصعة، وقال: "كل بسم الله، ثقةً بالله، وتوكلاً عليه". رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (¬3).
وأمَّا وجه النهي عن الفرار من بلد الطاعون فقال بعض العلماء: إن الطاعون إذا وقع في البلد عمَّ جميعَ من فيه بمداخلة سببه، فلا يفيد الفرار منه مع ما ينضاف إلى ذلك من مشقات السفر المزعجة للبدن، المضاعِفة للألم، ومن ثم كان الأصح أن تصرفات الصحيح في بلد الطاعون حال وقوعه كتصرفات المريض مرض الموت.
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 406)، والبخاري (5437)، ومسلم (2221)، وأبو داود (3911).
(¬2) رواه البخاري (5380).
(¬3) ورواه أبو داود (3925)، والترمذي (1817) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -.

الصفحة 57