كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 7)

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ". رواه أبو داود عن ابن مسعود - رضي الله عنه - (¬1).
والمراد برب النار الذي خلقها قطعًا.
وما روي عن الخلفاء الأربعة من تحريق اللوطي بالنار فإنه كان حين لم يبلغهم الحديث.

19 - ومنها: الإشارة بالأمر من غير رَوِيَّة ولا تأمُّل، والإشارة بالسوء وبما لا يحل فعله.
ألا ترى إلى قولهم: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء: 68]؛ فإن هذا كان إشارة من بعضهم حين تجاوزوا في أمر إبراهيم عليه السلام، وتشاوروا فيه.
وروى ابن جرير عن مجاهد قال: تلوت هذه الآية على عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال: أتدري يا مجاهد من الذي أشار بتحريق إبراهيم عليه السلام بالنار؟
قلت: لا.
قال: رجل من أعراب فارس؛ يعني: الأكراد (¬2).
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (2675). وصحح النووي إسناده في "رياض الصالحين" (ص: 297).
(¬2) رواه الطبري في "التفسير" (17/ 43).

الصفحة 61