كتاب التقاسيم والأنواع (اسم الجزء: 7)

فهذا آخر أنواع السنن، قد فصلناها على حسب ما أصلنا الكتاب عليه من تقاسيمها، وليس في الأنواع التي ذكرناها من أول الكتاب إلى آخره نوع مستقصى، لأنا لو ذكرنا كل نوع بما فيه من السنن، لصار الكتاب أكثره معادا، لأن كل نوع منها يدخل جوامعه في سائر الأنواع، فاقتصرنا على ذكر الأنمى من كل نوع، لنستدرك به ما وراءه منها، وكشفنا عما أشكل من ألفاظها، وفصلنا عما يجب أن يوقف على معانيها على حسب ما سهل الله ويسره، وله الحمد على ذلك.
وقد تركنا من الأخبار المروية أخبارا كثيرة من أجل ناقليها، وإن كانت تلك الأخبار مشاهير تداولها الناس، فمن أحب الوقوف على السبب الذي من أجله تركتها، نظر في "كتاب المجروحين من المحدثين" من كتبنا، يجد فيه التفصيل لكل شيخ تركنا حديثه ما يشفي صدره، وينفي الريب عن خلده، إن وفقه الله جل وعلا لذلك، وطلب سلوك الصواب فيه دون متابعة النفس لشهواتها ومساعدته إياها في لذاتها.
وقد احتججنا في كتابنا هذا بجماعة قد قدح فيهم بعض أئمتنا، فمن أحب الوقوف على تفصيل أسماءهم فلينظر في "الكتاب المختصر من تاريخ الثقات"
يجد فيه الأصول التي بنينا ذلك الكتاب عليها، حتى لا يعرج على قدح قادح في محدث على الإطلاق، من غير كشف عن حقيقته.
وقد تركنا من الأخبار المشاهير التي نقلها عدول ثقات لعلل تبين لنا منها الخفاء على عالم من الناس جوامعها.
وإنما نملي بعد هذا "علل الأخبار"، ونذكر كل خبر مروي صح أو لم يصح بما فيه من العلل، إن يسر الله ذلك وسهله.
جعلنا الله ممن سلك مسالك أولي النهى في أسباب الأعمال دون التعرج على الأوصاف والأقوال، فارتقى على سلاليم أهل الولايات بالطاعات والانقلاع بكل الكل عن المزجورات حتى تفضل عليه بقبول ما يأتي من الحسنات، والتجاوز عما يرتكب من الحوبات، إنه خير مسؤول وأفضل مأمول.
بحمد الله ومنته
انتهى المجلد السابع من التقاسيم والأنواع
وبه ينتهي تحقيق الكتاب

الصفحة 785