كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 1)

الصياغة، ويتداعى إلى الثاني صورة المنجل، وينتقل منها إلى الزرع أو الحدادة.

* التخييل التحضيري:
تتداعى المعاني بوسيلة التذكر للأسباب التي كنا بصدد البحث عنها، ثم المخيِّلة تنتخب منها ما يناسب الغرض، وهذا العمل - أعني: الانتخاب - يسميه علماء النفس: تخييلاً تحضيرياً؛ لأنه العمل الذي تتمكن به المخيِّلة من استحضار العناصر المناسبة للمرام.
تقتصر المخيِّلة عند الانتخاب على ما يدعو إليه الغرض، حتى إنها تأخذ الجسم مقطوعاً من بعض الأعضاء التي لا مدخل لها في المعنى، فتتخيل إنساناً بغير عنق؛ كقول ابن هانئ:
كأنَّ أرؤُسَهم والنومُ واضعُها ... على المناكب لم تُخْلَقْ بأعناقِ
وطائر بغير جناح؛ كما قال الفتح بن خاقان:
وتركت قلبي للصبابة طائراً ... تهفو به الأشواق دون جناح
وتتصور الجواد بغير قوائم؛ كما قال المتنبي:
أتوك يجرّون الحديدَ كأنما ... أتوا بجيادٍ ما لهنَّ قوائمُ
والعقرب بغير ذَنَب؛ كما قال أبو هلال:
تبدو الثريا وأمرُ الليل مجتمعٌ ... كأنها عقربٌ مقطوعةُ الذنبِ
وربما انتزعت العضو من بين سائر الجسم؛ كما أخذ ابن هانئ اليد فقال:
ولاحت نجومٌ للثريا كأنها ... خواتيمُ تبدو في بنان يد تخفى
وأخذ ابن المعتز القدم فقال:

الصفحة 18