كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 1)

وأرى الثريا في السماء كأنها ... قدمٌ تبدَّت من ثياب حدادِ
وأخذ آخر القلب فقال:
نَقْلُ الجبال الرواسي من مواطنها ... أخفُّ من ردِّ قلبٍ حين ينصرف
وأخذتُ المقلة وحدها في أبيات نظمتها في قرية قائمة على بحيرة، فقلت:
سرق الغمامُ اليومَ ظلي بعد أن ... رسمته في "لنداو" شمسُ ضحاها
ويدُ الرحيل تخطَّفت من (جِلَّقٍ) ... جسمي وأبقتْ مهجتي برباها
فأنا خيالٌ والبحيرةُ مقلةٌ ... لكنْ تطاول بالخيال كراها

* التخييل الإبداعي:
بعد أن تنتخب المخيِّلة ما يليق بالغرض من العناصر، تتصرف فيها بالتأليف إلى أن ينتظم منها صورة مستطرفة، ويسمّى هذا التصرف، تخييلاً إبداعياً، أو اختراعياً.
ويجري هذا التخييل في التشبيه والاستعارة وغيرها.
فالتشبيه قد تحذف أداته؛ كما في قول النابغة:
فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكبُ
وعمل الخيال فيه هو: إحضار صورة المشبه به - أعني: الشمس والكواكب -، وإلغاء وجوه التباين بينها وبين المشبه به - أعني: الممدوح وبقية الملوك -، حتى يدعي اتحادهما، ويصح الإخبار بأحدهما عن الآخر، وبني على هذا الادعاء أن ليس للملوك مظهر، ولا تقوم لهم أمام هذا الملك سمعة؛ فإن الكواكب يتقلص ضوؤها، ويغرب عن العيون مشهدها، عندما

الصفحة 19