كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 1)

وقدامة نفسه يقص علينا أن أبا السائب المخزومي أنشد قول أبي إسحاق
الأعرج:
فلما بدا لي ما رابني ... نزعت نزوعَ الأبي الكريم
فقال: والله! ما أحبها ساعة قط.
وتجدونه يورد في عيوب الوزن: "القلب"، ورسمه بقوله: هو أن يضطر الوزن الشاعر إلى إحالة المعنى وقلبه إلى خلاف ما قصد به، وقد تحدث أهل العلم من قبله عن القلب، فهذا ابن قتيبة ينشد في "أدب الكاتب" قول النابغة الجعدي:
حتى لحقنا بهم تعدو فوارسنا ... كأننا رعن قف يرفع الآلا
ويقول: هذا من المقلوب، أراد كأننا رعن قف يرفعه الآل.
وصفرة القول في هذا البحث: أن من أمتع النظر في كتب الأدب وعلم العربية، لا يثق بأن قدامة استمد في كتاب "النقد" من أصول البيان في لغة اليونان. وليست الوجوه التي انفرد بها عن ابن المعتز سوى فنون البيان العربي تستخرج من الألفاظ العربية.
وصف المحاضر قدامة بأنه قرأ فلسفة أرسطاطاليس وشعره وخطابته، ثم خرج إلى الحديث عن الخطابة عند أرسطو، وذكر انها تنقسم عنده إلى ثلاثة أقسام:
أحدها: الخطابة، والعلاقة بينها ويين المنطق، وتقسيم الخطابة، والكلام عن الخطيب، وعن البحث الذي تدور عنه الخطبة.
ثانيها: الجمهور، أو الذي يحاول الخطيب أن يؤثر فيهم. ثم قال

الصفحة 190