كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 2)

يَسقيهُمُ السُّمَّ الزُّعافَ فإِنْ شَكَوْا ... عاطاهُمُ شَهْدَ الْكَلامِ رِياءَ (¬1)
يهتَزُّ من طربٍ لِرؤْيَةِ ثاكِلٍ ... تَبكي بِهاطِلِ دَمْعِها الشُّهداءَ (¬2)
أَفَيَحْسَبُ الْقاسي الفُؤادَ دُموعَها ... ودَمَ الشَّهيدِ الماءَ والصَّهْباءَ (¬3)
يا مَنْ دَهى الأَوطانَ وهيَ أَمينةٌ ... واجتاحَ أَطْفالاً بِها ونساءَ (¬4)
لا تأْمَنَنَّ الدَّهْرَ إنَّ صُروفَهُ ... لا تَقْبَلُ الذَّهَبَ النُّضارَ فِداءَ (¬5)
والعُرْبُ تَأْبَى الضَّيْمَ إلَّا أَنْ تَرى ... ضَيماً تَسَنَّمَ قَبْلَها الجَوْزاءَ (¬6)
ما وعدُ بِلْفورٍ سوى الزَّبَدِ الَّذي ... يَطْفو ويَذْهبُ في الفَضاءِ جُفاءَ (¬7)
¬__________
(¬1) سم زُعاف: قاتل سريعاً. الشَّهد والشُّهد: العسل ما دام لم يعصر من شمعه.
(¬2) ثاكل: المرأة فقدت ولدها.
(¬3) الصهباء: الخمر، وقيل: المعصورة من العنب الأبيض.
(¬4) دهى: نزل. أمنية: آمنة، وأهلها مطمئنون فيها.
(¬5) صروف الدهر: حدثانه ونوائبه. النضار: الذهب والفضة، والجوهر الخالص من كل شيء.
(¬6) الضيم: الظلم. تسنَّم الشيء: علاه، وهو من قولهم: تسنم الناقة؛ أي: ركب سنامها. الجوزاء: برج في السماء.
(¬7) بلفور: وزير خارجية بريطانيا: وجه رسالة إلى أحد أثرياء اليهود روتشيلد بتاريخ 2 تشرين الثاني نوفمبر من عام 1917 م جاء فيها: "إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتحقيق هذه الغاية .. ". الزَّبد: ما يعلو الماء وغيره من الرغوة. الجُفاء: ما نفاه السيل، وقوله تعالى: {فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرعد: 17]؛ أي: باطلاً.

الصفحة 11