كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 2)
وإذا ذَكَرْتَ الدِّينَ قالوا: خَلِّنا ... مِنْ ذِكْرِه وعَلى أُخُوتهِ العَفاءُ (¬1)
إِنَّ المدارِسَ كالسَّمواتِ العُلا ... وعُلومُها مِثْلُ النُّجُومِ لَها ضِياءُ
وكَأَنَّما عِلْمُ الدّيانَةِ بَيْنَها ... قَمرُ السماءِ إذا تَجَلَّى أَوْ ذُكاءُ (¬2)
وَسِياسَةُ التَّثقيفِ يَشْغَلُ بالَها ... وَيهُمُّها غَيْرُ الهُدى حَتَّى الغِناءُ
ومَتى يُماطُ أَذى الدّعاياتِ التي ... تُوحي ضَلالا والضَّلالُ هُوَ الوَباءُ (¬3)
فَدِعايةُ الإلْحادِ يَنْفُثُ سُمَّها ... رَهْطٌ يؤازِرُهُمْ عَلَيْهَا أَغْبِياءُ
إِنْ جِئْتَ نادِيَهُمْ بأَبلَغِ حُجَّةٍ ... فَجَوابُهمْ عَنْها التَّهَكُمُ والبَذاءُ (¬4)
وَدِعايةٌ في الفُرْسِ ميبيتَ أَمْرُها ... يَا لَيْتَها ذَهَبَتْ كما ذَهَبَ الجُفاءُ (¬5)
جاسَتْ خِلالَ الشَّرقِ واغْتالَتْ بِه ... نشئًا ولمْ يَغْتَلْهُمُ إلَّا الشَّقاءُ
خَرَجُوا عنِ التَّوْحِيدِ وارتَدُّوا إلى ... شِرْكٍ أَمَا قالوا: الإلهُ هُوَ البَهَاءُ؟! (¬6)
¬__________
(¬1) العفاء: التراب: قال صفوان بن محرز: إذا دخلت بيتي، فأكلت رغيفاً، وشربت عليه ماءً، فعلى الدنيا العفاء، ويقال: الهلاك.
(¬2) ذُكاء: الشمس.
(¬3) أماطه: أي: نحّاه، ومنه: إماطة الأذى عن الطريق.
(¬4) البذاء: الفحش، وفلان بذيُّ اللسان.
(¬5) الدعاية التي قامت في الفرس هي البهائية. الجُفاء: ما نفاه السيل إذا رمى به، وقال ابن السكيت: "وذهب الزبد جفاء"؛ أي: مدفوعاً عن مائه.
(¬6) انظر كتاب المؤلف: "القاديانية والبهائية". البهاء: زعيم الطائفة البهائية، لقب يدعى به ميرزا حسين علي، وهو الزعيم الثاني للمذهب. وتسمى: الطائفة البابية، نسبة إلى (الباب)، وهو لقب ميرزا علي محمد الذي ابتدع هذه النحلة.
الصفحة 16