كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 2)
وتَرَحَّلْتَ إلى تونُسَ في ... نِعْمَةِ الْمَغْبوطِ إِقْبالاً وَجاها (¬1)
صُغْتَ بِالتَّدْريسِ أَطْواقاً شَبا ... دُرُّها بالجامِعِ السَّامي فتاها (¬2)
أَيْنَما كُنْتَ تَداعَتْ أُمَمٌ ... تَتَمَلّى رَوْضَةً يَحْلو جَناها
مِنْ عُلومِ اللُّغَةِ الْفُصْحى إلى ... حِكْمَةِ الشَّرْعِ إلى عِلْمٍ سِواها (¬3)
لُغَةُ الْعُرْبِ ثِقافٌ لِلنُّهى ... وعُلومُ الدِّينِ نِبْراسُ هُداها (¬4)
وتَفاءَلْتَ فَأزْمَعْتَ النَّوى ... و (بإِسْتانْبولَ) أَلْقَيْتَ عَصاها (¬5)
أَلَقِيتَ الأُنْسَ في أَرْجائِها ... مِثْلَما تَلْقى بِها ريحَ صَباها؟
زُرْتُ مَغْناكَ ومِنْ سُمَّارِكَ الْـ ... ـــقَلَمُ الْباحِثُ في سُنَّةِ (طهَ) (¬6)
ورِجالٌ بَعَثوا أَرْواحَهُمْ ... في قَراطيسَ تُناجي مَنْ وَعاها
لَمْ تَعِشْ فيها غَريباً فَقَرا ... بَةُ أَهْلِ النُّبْلِ أَحْكَمْتَ عُراها
¬__________
(¬1) المغبوط: الذي يتمنى الإنسان مثل حاله من غير أن يريد زوالها عنه؛ لما أعجبه منه، وعظم عنده.
(¬2) شبا: أضاء.
(¬3) علم سواها: كان العلامة محمد مكي بن عزوز عارفاً بعلم الفلك، وله فيه مؤلف مطبوع، إضافة إلى رسوخه في علوم الشريعة، وعلوم اللغة العربية.
(¬4) الثقاف: آلة من خشب تسوى بها الرماح. النبراس: المصباح، ويجمع على نباريس.
(¬5) ألقى عصاه: بلغ موضعه، وأقام واطمأن وترك الأسفار، وكانت رحلته إلى الآستانة سنة 1318 هـ.
(¬6) المغنى: المنزل.