كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 2)

حَنانَيْكَ عَزِّ الْعِلْمَ والمَجْدَ والهُدى ... فَقَدْ كانَ عَلَّاماً مَجيداً وَهادِيا (¬1)
تَرَحَّلَ بالتَّقْوى وأَبْقى وَراءَهُ ... ثَناءً كَنَفْحِ المِسْكِ يَسْطَعُ ذاكِيا
رَعى اللهُ قَبراً، بَلْ رَعَى اللهُ رَوْضَةً ... تبوَّأها مَنْ كانَ لِلْعَهْدِ راعِيا

لماذا يبكي الطفل ساعة ولادته؟
" قالها الشاعر في الآستانة".
كَمْ لَيالٍ مَضَتْ وَلَمْ تَكُ شَيّا ... فَلِما صِرْتَ نامِيَ الجِسْمِ حَيّا؟ (¬2)
كُنْتَ في ظُلْمَةٍ فَوافَيْتَ نوراً ... تَتَمَلَّاهُ بُكْرَةً وَعَشِيّا (¬3)
أَكْرَمَتْ نُزْلَكَ الحَياةُ وَأَبْدَتْ ... لَكَ يَوْمَ الوِلادِ وَجْهاً سَنيّا (¬4)
فَعَلامَ اسْتَقْبَلْتَها بِنَحيبٍ؟ ... إنَّ في ذا النَّجيبِ سِرًّا خَفِيّا (¬5)
مَنْ يُلاقي الْبَشْيرَ في هَذِه الدَّارِ ... فَسَرْعانَ ما يُلاقي النَّعِيّا (¬6)
كّيْفَ يَصْفو عَيْشُ الأريبِ وَقَدْ جا ... وَرَ قَوْماً ضَلُّوا الصِّراطَ السَّوِيَّا
والهوى كالغُرابِ إنْ أَلِفَ النَّفْـ ... ـــــسَ رَأَيْتَ النَّعيمَ مِنْها قَصِيّا
¬__________
(¬1) حنانيك: تحنن عليَّ مرة بعد أخرى.
(¬2) فلما صرت: يريد: فلم صرت؟ إذ المقام للاستفهام، وقد جاء إثبات ألف "ما" في مثل هذا في الشعر.
(¬3) تتملاه: تتمتع به. يقال: تملّى فلان عمره: استمتع به.
(¬4) النُّزْل: ما هيئ للضيف أن ينزل عليه؛ أي: رزقه وقراه.
(¬5) النحيب: رفع الصوت بالبكاء.
(¬6) البشير: المبشر. النعي: الناعي الذي يأتي بخبر الموت.

الصفحة 244