كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 2)

وَلا نَرْمي بسَهْمِ الْفِكْرِ إلَّا ... يَقولُ الْعَالِمونَ لَقَدْ أَصابا
نُجَزدُ للْمَعالي سَيْفَ حَزْمٍ ... يُمَزِّقُ دونَ طَلْعَتِها الحِجابا
ومَنْ صَرَفَ الْعِنايةَ في ارْتقاءٍ ... إلى أَعْلى الذُّرى اقْتَحَمَ الْعِقابا (¬1)
ونُضْرِبُ عَنْ مَقالَةِ مَنْ نَعاها ... لِيُخْمِدَ مِنْ عَزائِمنا الْتهابا (¬2)
يقولُ ابنُ العَميدِ لَها خِتام ... وَعِنْدَ فَواتِهِ نفضَتْ جِرابا (¬3)
فَتِلْكَ شَهادَة مَسَحَ التَّغالي ... عَلَيْها مِنْ سَماجَتِهَ خِضابا (¬4)
فَكَمْ مِنْ فِتْيَةٍ هَزُّوا يَراعاً ... وأَجْلَوا عَنْ مَباسِمِها النِّقابا (¬5)
جَنَوْا مِنْ دَوْحِها ثَمراً لَذيذاً ... وأَجْرَوْا مِنْ عُصارتِهِ رُضابا (¬6)
¬__________
(¬1) العقاب: جمع عَقَبة: وهي المرقى الصعب في الجبل.
(¬2) نعى: أخبر بالموت.
(¬3) ابن العميد: (... - 360 هـ) محمد بن الحسين العميد بن محمد، تولى الوزارة في عهد ركن الدولة البويهي، من أئمة الكتاب والسياسة. قال الثعالبي: بدئت الكتابة بعبد الحميد (الكاتب)، وختمت بابن العميد، ولقب بالجاحظ الثاني في أدبه وترسله، ومات بهمذان. الجِراب: الوعاء.
(¬4) لتغالي: يقال: تعالى الشجر: التف وعظم. السماحة: القبح. الخضاب: ما يخضب به.
(¬5) اليراع: القصب، الواحدة يراعة، وأريد بها: القلم. أجلوا: كشفوا. المباسم:
جمع مبسم، وهو الثغر. النقاب: القناع، أو البرقع.
(¬6) الدوحة: الشجرة العظيمة، وتجمع على دوح. الرضاب: الريق، فتات المسك.

الصفحة 30