كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 2)

هُوَ الدَّيْنُ إِنْ جِئتهُ فَارْتَقِبْ ... نهَارَ الذَّليلِ وَلَيْلَ الْكَئيبِ
وَطَعْمُ الهَوانِ -وَما ذُقْتُهُ- ... أَمَرُّ مِنَ الْمَوتِ قَبْلَ المَشيبِ (¬1)

قطب رحى الحرب
حَياتُكَ مِرآةٌ وأَنْفَسُ ما تَرى ... حِسانٌ مِنَ الْعِرفانِ والْفِكْرُ خاطِبُ
وما الْفِكْرُ إلَّا الرَّأْيُ تَقْدَحُ زَنْدَهُ ... فَتبْصِرُ ما أَخْفَتْ عَلَيْكَ الْغَياهِبُ (¬2)
ورُبَّ امْرِئٍ ساواكَ بالرأْيِ وانْزَوَى ... خُمولًا وأَنْتَ المسْتَشارُ المحارِبُ (¬3)
بِسَطْوَةِ حَزْمٍ واحْتِدامِ حَماسةٍ ... تُزاحُ خُطوب أَوْ تُتاحُ مآرِبُ (¬4)
يُدَبِّرُ شَأنَ الحَرْبِ كُلُّ مَنِ ارْتَدى ... بَإِقْدامِ قَرْمٍ هَذَّبَتْهُ التَّجارِبُ (¬5)
وقُطْبُ رَحاها مَنْ يُدبِّرُها وقَدْ ... عَلاهُ مِنَ النَّقْعِ المُثارِ سَحائِبُ (¬6)

العيد
مَا العيِدُ للشَّعْبِ في تَنْميق أثوابِ ... وَلاَ مُلاقَاةِ إخْوانٍ وأَصْحابِ
وإنما العِيدُ أَنْ يُحيي بَصائِرَهُمْ ... بِنُورِ هَدْيٍ وعِرفانٍ وآدابِ
¬__________
(¬1) الهوان: الذل. وقول الشاعر: "وماذقته"؛ أي: طعم الهوان، دليل على سمو النفس وعلوها.
(¬2) الزند: العود الذي تقدح به النار. الغياهب: الظلمات، واحدها الغيهب.
(¬3) انزوى: انقبض.
(¬4) احتدام: اشتداد واشتعال. الخطوب: جمع الخطب، وهو الأمر صغُر أو عظُم.
(¬5) القَرْم: الفعل لم يمسه حبل، ولم يحمل عليه، السيد العظيم، جمع قروم.
(¬6) القطب: سيد القوم الذي يدور عليه أمرهم. الرحى: الطاحون. النقع: الغبار.

الصفحة 38