كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 2)

هذا السَّبيلُ جَديرٌ أَنْ نَجودَ لَهُ ... بالمالِ كُلٌّ على مِقْدارِ ما كَسَبا
لا خَيْرَ في أُمَّةٍ شَحَّتْ وما بَسَطَتْ ... أَكُفَّها بِعَطايا تَكْشِف النُّوَبا (¬1)
والنَّفْسُ إنْ جَمَحَتْ نكبَحْ شَراسَتَها ... بِمُحْكَمِ الْقَوْلِ حَتَّى تُدْرِكَ الأَدَبا (¬2)
فَلْيَبْسُطِ الْكَفَّ مَنْ كانَتْ عَواطِفُهُ ... مِثْلَ النَّسيمِ إذا ناجاهُ زَهرُ رُبى
ولْيُحْجِمِ الطَّرْفَ مَنْ يَحْدُو به سَرَفٌ ... وَلْيَصْحُ مِنْ سُكْرِه مَنْ يعْشَق الذَّهَبا (¬3)
تِلْكَ المَمَالِكُ تَرْنو حَوْلَنا لِتَرى ... نَوالَ تُونسُ ثَمْدًا كانَ أَمْ عَبَبا (¬4)
وتلْكَ أَقْلامُ أَرْبابِ الفَصاحَةِ قَدْ ... هَبَّتْ لِتُلْقِيَ في تَمْجيدِكُمْ خُطَبا
وفَوْقَ هذا جَزاءٌ لا نفادَ لَهُ ... واللهُ أَكْرَمُ مَنْ جازى ومَنْ وهَبا
¬__________
(¬1) شحت: بخلت. النُّوَب: جمع النُّوبة، وهي النازلة والمصيبة.
(¬2) جمح الفرس براكبه: استعصى حتى غلب راكبه. نكبح: كبح الدابة باللجام: جذبها إليه، وضرب فاها به لتقف ولا تجري، وقيل: جذب عنانها حتى تصير منتصبة الرأس.
(¬3) الطرف: العين. السرف: تجاوز الحد والاعتدال.
(¬4) النوال: العطاء والنصيب. الثمد: الماء القليل الذي لا مادة به. العبب: المياه المتدفقة.

الصفحة 41