كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 7/ 2)
كم كُؤوسٍ هَوَتْ إلى الأَرْضِ صَرْعى ... بَيْنَ كَفٍّ تُديرُها واللهاةِ (¬1)
فَاسْمَحي يا حَياةُ بي لِبَخيلٍ ... جَفْنُ ساقِيهِ طافحٌ بِسُباتِ (¬2)
خواطر مريض
" قيلت على فراش المرض بالقاهرة سنة 1350 هـ " (¬3).
أَرَقٌ وَهَلْ يَبْغي الْقَريحُ سِوى السُّباتِ ... والْقَلْبُ خَفَّاقٌ كَقادِمَةِ الْقَطاةِ (¬4)
لا تُرْهِقيني يا حَياةُ ضَنىً أَما ... يَكْفي خُطوبٌ كالأَسِنَّةِ في اللَّهاةِ (¬5)
ما أَنْتِ مُلْقِيَةٌ بِسَلْمٍ أَقْتَني ... في ظِلِّه الضَّافي مَفاخِرَ رائعاتِ
وإذا طَغى سَقَمٌ لِيُسْلِمَني إلى ... بَطْنِ الثَّرى أَيْقَظْتِ أَجْفانَ الأُساةِ (¬6)
إنْ كُنْتُ مِرْقاةَ الْفَلاحِ لأُمَّةٍ ... ضَرَبَتْ بِسَطْوتهَا على أَيْدي الْبُغاةِ (¬7)
فالمَوْتُ مِرْقاةُ الهَناءةِ يَوْمَ لا ... يُجْدِ الأُسارى مِنْ فِداءٍ أَوْ حُماةِ
¬__________
(¬1) اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم.
(¬2) طافح: مليء. السبات: النوم، وأصله الراحة.
(¬3) مجلة "الهداية الإِسلامية" الجزء الرابع من المجلد الحادي عشر.
(¬4) القريح: الجريح. السبات: النوم، وأصله الراحة. القطاة: طائر في حجم الحمام.
القادمة: ريشات في مقدم الجناح، والجمع قوادم.
(¬5) الأسنة: جمع سنان، وهو نصل الرمح. اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم.
(¬6) طغى: جاوز القدر والحد. السقم: المرض. الأساة: جمع الآسي، وهو الطبيب.
(¬7) المرقاة: الدرجة.
الصفحة 50