كتاب مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

299 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا فَضَالَةُ الشَّحَّامُ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ إِخْوَانُهُ أَتَاهُمْ بِمَا يَكُونُ عِنْدَهُ، وَلَرُبَّمَا قَالَ لِبَعْضِهِمْ: أَخْرِجْ السَّلَّةَ مِنْ تَحْتِ السَّرِيرِ، فِيُخْرِجُهَا، فَإِذَا فِيهَا رُطَبٌ، فِيَقُولُ: ادَّخَرْتُهُ لَكُمْ.
300 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، فَرَحَّبَ بِنَا، وَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَتْحِفُكُمْ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ فِي بَيْتِهِ خُبْزٌ وَلَحْمٌ، وَلَكِنْ سَأُطْعِمُكُمْ شَيْئًا لاَ أَرَاهُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَجَاءَ بِشَهْدَةٍ، فَكَانَ يَقْطَعُ بِالسِّكِّينِ وَيُلْقِمُنَا.
301 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: مَا دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَطُّ إِلاَّ حَدَّثَنِي بِحَدِيثٍ حَسَنٍ، وَأَطْعَمَنِي طَعَامًا طَيِّبًا.
302 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ يَدْعُو إِخْوَانَهُ فَيَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ وَيُجِيزُهُمْ بِالدَّرَاهِمْ.
303 - حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مِنْ الصَّخْرَةِ وَأَدْرَكَ سُلَيْمَانَ بْنَ قَيْسٍ الْغَسَّانِيَّ وَابْنَ هُبَيْرَةَ الْكِنْدِيَّ وَهُمَا يَمْشِيَانِ فِي صَحْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَمَا عَلِمَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ سُلَيْمَانَ، وَيَدَهُ الأُخْرَى عَلَى مَنْكِبِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: افْرِجَا لِمُلْكٍ لَيْسَ كَمُلْكِ غَسَّانَ وَلاَ كِنْدَةَ. قَالَ: وَالْتَفَتَا فَإِذَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَرَادَا أَنْ يَفْتَخِرَا بِمُلْكِهِمَا، فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكُمَا أَلَيْسَ مَا كَانَ فِي الإِسْلاَمِ خَيْرٌ مِمَّا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالاَ: بَلَى. قَالَ: فَمُلْكِي خَيْرٌ مِنْ مُلْكِكُمَا. قَالَ: ثُمَّ مَشِيَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ، فَدَخَلَ وَأَذِنَ لَهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا: إِنَّ الشَّاعِرَ قَالَ:
جَاءَتْ لِتَصَرَعَنِي فَقُلْتُ لَهَا ارْفُقِي ... فَعَلَى الرَّفِيقِ مِنْ الرَّفِيقِ ذِمَامُ
وَقَدْ صَحِبْتُمَانِي مِنْ حَيْثُ رَأَيْتُمَا ... وَلَكُمَا بِذَلِكَ عَلَيَّ حَقٌّ وَذِمَامٌ
فَإِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَرْفَعَا مَا كَانَتْ لَكُمَا مِنْ حَاجَةٍ السَّاعَةَ، وَإِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَنْصَرِفَا، فَتَذَكَّرَا عَلَى مَهْلِكُمَا فَعَلْتُمَا. قَالاَ: نَنْصَرِفُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَمَا رَفَعَا إِلَيْهِ حَاجَةً إِلاَّ قَضَاهَا.

الصفحة 146