كتاب مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

420 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ: مَا أَصْبَحْتُ صَبَاحًا قَطُّ، فَرَأَيْتُ بِفِنَائِي طَالِبَ حَاجَةٍ قَدْ ضَاقَ بِهَا ذَرْعًا فَقَضَيْتُهَا، إِلاَّ كَانَتْ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلاَ أَصْبَحْتُ صَبَاحًا لَمْ أَرَ بِفِنَائِي طَالِبَ حَاجَةٍ إِلاَّ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الْمَصَائِبِ الَّتِي أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الأَجْرَ عَلَيْهَا.
421 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ سَوَادَةَ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، أَنَّ رَجُلاً عَطِبَتْ رَاحِلَتُهُ، فَأَتَى أَمِيرَ الْمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ فَلَمْ يَحْمِلْهُ، فَقِيلَ لَهُ: ايْتِ أَبَا جَعْفَرٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ:
أَبَا جَعْفَرٍ إِنَّ الْحَجِيجَ تَرَحَّلُوا ... وَلَيْسَ لِرَحْلِي فَاعْلَمَنَّ بَعِيرُ
أَبَا جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ ... صَلاَتُهُمُ لِلْمُسْلِمِينَ طَهُورُ
أَبَا جَعْفَرٍ ضَنَّ الأَمِيرُ بِمَالِهِ ... وَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ أَمِيرُ
فَأَمَرَ لَهُ بِرَاحِلَةٍ وَنَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ سَابِغَةٍ.
422 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْعَنْبَرِيُّ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، كَانَ فِي سَفَرٍ لَهُ، فَمَرَّ بِفِتْيَانٍ يُوقِدُونَ تَحْتَ قِدْرٍ لَهُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَحَدُهُمْ فَقَالَ:
أَقُولُ لَهُ حِينَ أَلْفَيْتُهُ ... عَلَيْكَ السَّلاَمُ أَبَا جَعْفَرِ فَوَقَفَ
وَقَال َ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ. وَقَالَ:
وَهَذِي ثِيَابِي قَدْ أَخْلَقَتْ ... وَقَدْ عَضَّنِي زَمَنٌ مُنْكَرُ
قَالَ: فَهَذِي ثِيَابِي مَكَانَهَا، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ، وَعِمَامَةُ خَزٍّ، وَمِطْرَفُ خَزٍّ، وَتُعِينُكَ عَلَى زَمَنِكَ الْمُنْكَرِ. قَالَ:
وَأَنْتَ كَرِيمُ بَنِي هَاشِمٍ ... وَفِي الْبَيْتِ مِنْهَا الَّذِي يُذْكَرُ
قَال َ: يَا ابْنَ أَخِي، ذَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: الَّذِي أَنْشَدَهُ هَذَا الشِّعْرَ الْحَزِينُ الْكِنَانِيُّ.

الصفحة 180