كتاب مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

423 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَدَّاحَ، يَذْكُرُ أَنَّ رَجُلاً عَرَضَ لِعَبْدِ اللهِ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الطَّيَّارِ فِي الْجَنَّةِ، صِلْنِي بِنَفَقَةٍ أَتَبَلَّغُ بِهَا إِلَى أَهْلِي، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَكَ. قَالَ: فَرَمَى إِلَيْهِ بِرُمَّانَةٍ مِنْ ذَهَبٍ كَانَتْ فِي يَدِهِ، فَوَزَنَهَا الرَّجُلُ فَإِذَا فِيهَا ثَلاَثُمِئَةِ مِثْقَالٍ.
424 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْغَطَفَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَمْسُونَ أَلْفًا، فَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: قَدْ حَطَطْتُ عَنْهُ شَطْرَهَا، وَأَخَّرْتُهُ بِالشَّطْرِ الآخَرِ إِلَى مَيْسُورِهِ. قَالَ: فَجَزَاهُ عُبَيْدُ اللهِ خَيْرًا وَانْصَرَفَ، فَأَتْبَعَهُ ابْنُ جَعْفَرٍ رَسُوَلاً: إِنِّي قَدْ طَيَّبْتُ لَهُ النِّصْفَ الآخَرَ.
425 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَسَأَلَهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ جَارِيَةٌ لَهُ تُعَاطِيهِ بَعْضَ حَوَائِجِهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لِلسَّائِلِ: خُذْ بِيَدِهَا فَهِيَ لَكَ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: أَمَتَّنِي يَا سَيِّدِي، قَالَ: وَيْحَكِ وَكَيْفَ ذَاكَ؟، قَالَتْ: وَهَبْتَنِي لِرَجُلٍ بَلَغَتْ بِهِ الْحَاجَةُ إِلَى الْمَسْأَلَةِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: بِعْنِيهَا إِنْ شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: خُذْهَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ بِمَا أَحْبَبْتَ، قَالَ: إِنَّمَا اشْتَرَيْتُهَا بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَلَكَ مِائَتَا دِينَارٍ، قَالَ: فَهِيَ لَكَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: فَأَعْطَاهُ عَبْدُ اللهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ، وَقَالَ: إِذَا نَفِدَتْ فَعُدْ إِلَيَّ، قَالَتْ لَهُ الْجَارِيَةُ: يَا سَيِّدِي، عَظُمَتْ مَؤُونَتِي عَلَيْكَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: حُرْمَتُكَ أَعْظَمُ مِنْ مَؤُونَتِكَ.

الصفحة 181