كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

22 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ أَبِي جَهْضَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْعَبَّاسَ، قَالَ: كُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ أَرَى عُمَرَ فِي الْمَنَامِ فَمَا رَأَيْتُهُ إِلاَّ عِنْدَ قُرْبِ الْحَوْلِ, فَرَأَيْتُهُ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ وَهُوَ يَقُولُ: هَذَا أَوَانُ فَرَاغِي, وَإِنْ كَادَ عَرْشُ رَبِّي لِيُهَدُّ لَوْلاَ أَنْ لَقِيتُ رَؤُوفًا رَحِيمًا.
23 - وَحدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، وَشُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدٍ الثُّمَالِيِّ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَخَلَ عَفِيفُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَمَانِيُّ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ تَأْتِيَنَا بَعْدَ الْمَوْتِ فَتُخْبِرَنَا بِمَا تَرَى فَافْعَلْ, قَالَ: فَكَانَتْ كَلِمَةً مَقْبُولَةً فِي أَهْلِ الْفِقْهِ, قَالَ: فَمَكَثَ زَمَانًا لاَ يَرَاهُ, ثُمَّ أَتَاهُ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ مُتَّ؟ قَالَ: بَلَى, قَالَ: فَكَيْفَ حَالُكُمْ؟ قَالَ: تَجَاوَزَ رَبُّنَا عَنَّا الذُّنُوبَ, فَلَمْ يَهْلَكْ مِنَّا إِلاَّ الأَحْرَاضُ, قُلْتُ: وَمَا الأَحْرَاضُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُشَارُ إِلَيْهِمْ بِالأَصَابِعِ فِي الشَّرِّ.
24 - وَحدثني مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنِّي أَتَيْتُ بُرْجًا أَخْضَرَ, فِيهِ قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ, حَوْلُهَا غَنَمٌ رُبْضٌ تثغو وَتيعَر, قُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ, فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْقُبَّةِ, قَالَ: يَا عَوْفُ بْنَ مَالِكٍ, هَذَا لِقِيَامِكَ لِلَّهِ بِالْقُرْآنِ, وَلَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَرَأَيْتَ مَا لَمْ تَرَ عَيْنُكَ, وَلَسَمِعْتَ مَا لَمْ تَسْمَعْ أُذُنُكَ, وَلَمْ يَخْطِرْ عَلَى قَلْبِكَ, أَعَدَّهُ اللَّهُ لأبِي الدَّرْدَاءِ لأنَّهُ كَانَ يَدْفَعُ الدُّنْيَا بِالرَّاحَتَيْنِ.
25 - وَحدثني مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، أَنَّ صَعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ، وَعَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، كَانَا مُتَوَاخِيَيْنِ, قَالَ صَعْبٌ لِعَوْفٍ: أَيْ أَخِي أَيُّنَا مَاتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ فَلْيَتَرَاءَى لَهُ, قَالَ: أَوَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ, فَمَاتَ صَعْبٌ فَرَآهُ عَوْفٌ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ أَتَاهُ, قَالَ: فَقُلْتُ: أَيْ أَخِي مَا فُعِلَ بِكُمْ؟ قَالَ: غُفِرَ لَنَا بَعْدَ الْمَصَائِبِ, قَالَ: وَرَأَيْتُ لُمْعَةً سَوْدَاءَ فِي عُنُقِهِ فَقُلْتُ: أَيْ أَخِي مَا هَذَا؟ قَالَ: عَشَرَةُ دَنَانِيرَ اسْتَلَفْتُهَا مِنْ فُلاَنٍ الْيَهُودِيِّ فَهِيَ فِي قَرْنِي فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ, وَاعْلَمْ أَخِي أَنَّهُ لَمْ يَحْدُثْ فِي أَهْلِي حَدَثٌ بَعْدِي إِلاَّ قَدْ لَحِقَ بِي خَبَرُهُ, حَتَّى هِرَّةٌ لَنَا مَاتَتْ مُنْذُ أَيَّامٍ, وَأَعْلَمُ أَنَّ ابْنَتِي تَمُوتُ إِلَى سِتَّةِ أَيَّامٍ, فَاسْتَوْصُوا بِهَا مَعْرُوفًا, قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قُلْتُ: إِنَّ فِي هَذَا لَمَعْلَمًا, فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ, فَقَالُوا: مَرْحَبًا بِعَوْفٍ, هَكَذَا تَصْنَعُونَ بِتَرِكَةِ إِخْوَانِكُمْ, لَمْ تَقْرَبْنَا مُنْذُ مَاتَ صَعْبٌ, قَالَ: فَاعْتَلَلْتُ بِمَا يَعْتَلُّ بِهِ النَّاسُ, فَنَظَرْتُ إِلَى الْقَرْنِ فَأَنْزَلْتُهُ فَانْتَشَلْتُ مَا فِيهِ, فَبَدَرْتُ الصُّرَّةَ الَّتِي فِيهَا الدَّنَانِيرُ, فَبَعَثْتُ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَجَاءَ, فَقُلْتُ: هَلْ كَانَ لَكَ عَلَى صَعْبٍ شَيْءٌ؟ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ صَعْبًا, كَانَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ, هِيَ لَهُ, قُلْتُ: لِتُخْبِرْنِي, قَالَ: نَعَمْ, أَسْلَفْتَهُ عَشَرَةَ دَنَانِيرَ, فَنَبَذْتُهَا إِلَيْهِ, فَقَالَ: هِيَ وَاللَّهِ بِأَعْيَانِهَا, قَالَ: قُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ, قَالَ: قُلْتُ: هَلْ حَدَثَ فِيكُمْ حَدَثٌ مُنْذُ مَوْتِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ, حَدَثَ فِينَا كَذَا, حَدَثَ فِينَا كَذَا, فَقُلْتُ: اذْكُرُوا, قَالُوا: نَعَمْ, هِرَّةٌ مَاتَتْ لَنَا مُنْذُ أَيَّامٍ, قُلْتُ: هَاتَانِ ثِنْتَانِ, قُلْتُ: أَيْنَ ابْنَةُ أَخِي, فَقَالُوا: تَلْعَبُ: فَأَتَيْتُ بِهَا فَمَسَسْتُهَا فَإِذَا هِيَ مَحْمُومَةٌ, قُلْتُ: اسْتَوْصُوا بِهَا خَيْرًا, قَالَ: فَمَاتَتْ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ.

الصفحة 218