كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

27 - وَحدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَحدثني عَبَّاسُ بْنُ عصم، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ، يَذْكُرُ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ مَوْتِهِ, فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْتَ شِعْرِي إِلَى أَيِّ الْحَالاَتِ صِرْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: يَا مَسْلَمَةُ هَذَا أَوَانُ فَرَاغِي, وَاللَّهِ مَا اسْتَرَحْتُ إِلاَّ الآنَ, قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَنَا مَعُ أَئِمَّةِ الْهُدَى فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ.
28 - وَحدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَحدثني وَاصِلٌ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ مَلْحَرِيسَ يُقَالُ لَهُ: صَالِحٌ الْبَرَّادُ، قَالَ: رَأَيْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى بَعْدَ مَوْتِهِ فِي مَنَامِي, فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ مَاذَا قِيلَ لَكَ وَمَاذَا قُلْتَ؟ فَأَعْرَضَ عَنِّي, قُلْتُ: فَمَا صَنَعَ اللَّهُ بِكُمْ؟ قَالَ: فَقَالَ: تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِجُودِهِ وَكَرَمِهِ, قَالَ: قُلْتُ: فَأَبُو الْعَلاَءِ يُرِيدُ أَخُو مُطَرِّفٍ, قَالَ: ذَاكَ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى, قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ الأَعْمَالِ أَبْلَغُ فِيمَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: التَّوَكُّلُ وَقِصَرُ الأَمَلِ.
29 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ دَغْفَلٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْعَلاَءِ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ, فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْعَلاَءِ كَيْفَ وَجَدْتَ طَعْمَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ مُرًّا كَرِيهًا, قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: صِرْتُ إِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ, قَالَ: قُلْتُ: فَأَخُوكَ مُطَرِّفٌ؟ قَالَ: فَازَنِي بِيَقِينِهِ.
30 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا أَعْيَنُ أَبُو حَفْصٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَنَامِي بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ, فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ, فَقُلْتُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُرَدَّ السَّلاَمَ؟ قَالَ: أَنَا مَيِّتٌ فَكَيْفَ أَرُدُّ عَلَيْكَ السَّلاَمَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا لَقِيتَ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا مَالِكٍ عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: لَقِيتُ وَاللَّهِ أَهْوَالاً وَزَلاَزِلَ عِظَامًا شِدَادًا, قَالَ: قُلْتُ: فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا تَرَاهُ يَكُونُ مِنَ الْكَرِيمِ؟ قَبِلَ مِنَّا الْحَسَنَاتِ, وَعَفَا لَنَا عَنِ السَّيِّئَاتِ, وَضَمِنَ عَنَّا التَّبِعَاتِ, قَالَ: ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ, قَالَ: فَلَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ أَيَّامًا مَرِيضًا مِنْ غَشْيَتِهِ ثُمَّ مَاتَ, فَيُرْوَى أَنَّ قَلْبَهُ انْصَدَعَ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.

الصفحة 220