كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

41 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَكَانَ صَدِيقًا لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ, فَلَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ حَزِنَ عَلَيْهِ حَتَّى جَعَلَ يُعَادُ كَمَا يُعَادُ الْمَرِيضُ, قَالَ: فَحَدَّثَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: رَأَيْتُ أَخِيَ فِي الْمَنَامِ فِي حَالِ كَذَا وَكَذَا, فَقُلْتُ: أَخِي قَدْ أَرَاكَ فِي حَالٍ يَسُرُّنِي, فَمَا صَنَعَ الْحَسَنُ؟ قَالَ: رُفِعَ فَوْقِي بِسَبْعِينَ دَرَجَةٍ, قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ وَقَدْ كُنَّا نَرَى أَنَّكَ أَفْضَلُ مِنْهُ, قَالَ: ذَاكَ بِطُولِ حَزَنِهِ.
42 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْوَزَّانُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، لِحَوْشَبٍ: يَا أَبَا بِشْرِ إِنْ قَدِمْتَ عَلَى رَبِّكَ قَبْلَنَا فَقَدَرْتَ عَلَى أَنْ تَأْتِيَنَا فَتُخْبِرَنَا بِمَا صِرْتَ إِلَيْهِ فَافْعَلْ, قَالَ: إِنْ قَدَرْتُ عَلَى ذَلِكَ, قَالَ: فَمَاتَ حَوْشَبٌ فِي الطَّاعُونِ قَبْلَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بِزَمَنٍ طَوِيلٍ, قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فَلَبِثْتُ زَمَانًا لاَ أَرَاهُ, ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي, فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بِشْرٍ أَلَمْ تَعِدْنَا أَنْ تَأْتِيَنَا؟ قَالَ: بَلَى, فَإِنَّمَا اسْتَرَحْتُ الآنَ, قُلْتُ: فَكَيْفَ حَالُكُمْ؟ قَالَ: نَجَوْنَا بِعَفْوِ اللهِ, قَالَ: قُلْتُ: فَالْحَسَنُ؟ قَالَ: ذَاكَ فِي عِلِّيِّينَ يَرَانَا وَلاَ نَرَاهُ, قَالَ: فَمَا الَّذِي تَأْمُرُنَا بِهِ؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ, وَحُسْنِ الظَّنِّ بِمَوْلاَكَ, وَكَفَى بِهِمَا خَيْرًا.
43 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ لَيْلَةَ مَاتَ الْحَسَنُ كَأَنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةً وَكَأَنَّ الْمَلاَئِكَةَ صُفُوفٌ صُفُوفٌ, فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لأَمْرٌ عَظِيمٌ, فَسَمِعْتُ مُنَادٍ يُنَادِي: أَلاَ إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ قَدِمَ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ.
44 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، قَالَ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ بَعْدَمَا مَاتَ فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ اللهِ كَيْفَ حَالُكَ؟ قَالَ: خَيْرُ حَالٍ, اسْتَرَحْتُ مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا, وَأَفْضَيْتُ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ.

الصفحة 224