كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

53 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي سَكَنٌ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ الْمُحَلِّمِيَّ فِي مَنَامِي, فَقُلْتُ: فِي أَيِّ الْحَالاَتِ أَنْتَ فِي الآخِرَةِ؟ قَالَ: فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: مَا أَطْوَلَ غُمُومَ الْمَوْتَى فِي قُبُورِهِمْ, قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ حَالُكَ, قَالَ: خَيْرُ حَالٍ صِرْتُ وَاللَّهِ إِلَى رِضَا رَبِّي وَرِضْوَانِهِ بِفَضْلِهِ عَلَيَّ وَمَنِّهِ, قَالَ: وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَامَ حَتَّى اسْوَدَّ.
54 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ السَّعْدِيُّ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ سُلَيْمَانَ الْعَابِدَ فِي مَنَامِي وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ, وَعَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ, فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ وَكَيْفَ وَجَدْتَ طَعْمَ الْمَوْتِ؟ وَكَيْفَ رَأَيْتَ الأَمْرَ هُنَاكَ؟, قَالَ: أَمَّا الْمَوْتُ فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ شِدَّةِ كَرْبِهِ وَغُمُومِهِ, إِلاَّ أَنَّ رَحْمَةَ اللهِ وَارَتْ مِنَّا كُلَّ عَيْبٍ وَمَا تَلَقَّانَا إِلاَّ بِفَضْلِهِ.
55 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا، يَقُولُ: رَأَيْتُ الأَعْمَشَ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي مَنَامِي فَقُلْتُ: أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ قَالَ: نَجَوْنَا بِالْمَغْفِرَةِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
56 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: بَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ أَفْلَحَ، وَكَثِيرَ بْنَ أَفْلَحَ, شَكَّ مُحَمَّدٌ, وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ, فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مَيِّتٌ وَأَنِّي نَائِمٌ وَإِنَّمَا هِيَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا, فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قُتِلْتَ؟ قَالَ: بَلَى, قُلْتُ: فَمَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَيْرًا, قُلْتُ: أَشُهَدَاءُ أَنْتُمْ؟ قَالَ: لاَ, إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا اقْتَتَلُوا فَقُتِلَ بَيْنَهُمْ قَتْلَى فَلَيْسُوا بِشُهَدَاءَ, قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ هِشَامٌ, كَأَنْ خَفِيَتْ عَلَيَّ, فَقُلْتُ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ مَاذَا قَالَ؟ قَالَ: وَلَكِنَّا نُدَمَاءُ.
57 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعَيْثُ بْنُ مُحْرِزٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ الْمُرِّيُّ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ حَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا, قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي, فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَلَسْتَ فِي زُمْرَةِ الْمَوْتَى؟ قَالَ: بَلَى, قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: صِرْتُ وَاللَّهِ إِلَى خَيْرٍ كَثِيرٍ وَرَبٍّ غَفُورٍ شَكُورٍ, قَالَ: قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ طَوِيلَ الْحَزَنِ فِي دَارِ الدُّنْيَا, قَالَ: فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ يَا أَبَا بِشْرٍ لَقَدْ أَعْقَبَنِي ذَلِكَ رَاحَةً طَوِيلَةً.

الصفحة 227