كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
60 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ الْحَسَنِ قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ لَيْلَةَ مَاتَ الْحَسَنُ كَأَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} وَاصْطَفَى الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ عَلَى زَمَانِهِ.
61 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الأَرْوَاحَ تَتَلاَقَى عِنْدَ الْمَوْتِ فَتَقُولُ أَرْوَاحُ الْمَوْتَى لِلرُّوحِ الَّتِي تَخْرُجُ إِلَيْهِمْ, كَيْفَ كَانَ مَأْوَاكِ, وَفِي أَيِّ الْجَسَدَيْنِ كُنْتِ, فِي طَيِّبٍ أَوْ خَبِيثٍ؟ قَالَ: ثُمَّ بَكَى صَالِحٌ حَتَّى غَلَبَهُ الْبُكَاءُ.
62 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغِيثِ بْنِ سَعْدَانَ الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثتني أَمِينَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهَا، وَكَانَ عَاهَدَ اللَّهَ أَنْ لاَ يَنَامَ أَبَدًا إِلاَّ مُسْتَغْلَبًا, قَالَتْ: قَالَ: إِنِّي حُبِّبَتْ إِلَيَّ طَاعَةُ اللهِ تَعَالَى طُولَ الْحَيَاةِ, وَلَوْلاَ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مَا بَالَيْتُ أَنْ لاَ أَعِيشَ فِي الدُّنْيَا فُوَاقًا, قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ مَجْهُودًا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ, قَالَتْ: فَرَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي, فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ إِنَّهُ لاَ عَهْدَ لِي بِكَ مُنْذُ فَارَقْتَنَا, قَالَ: يَا بُنَيَّةُ وَكَيْفَ تَعْهَدِينَ مَنْ فَارَقَ الْحَيَاةَ وَصَارَ إِلَى ضِيقِ الْقُبُورِ وَظُلْمَتِهَا, قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ كَيْفَ حَالُكَ مُنْذُ فَارَقْتَنَا؟ قَالَ: خَيْرُ حَالٍ, بُوِّئْنَا الْمَنَالَ, وَمُهِّدَتْ لَنَا الْمَضَاجِعُ, وَنَحْنُ هَاهُنَا يُغْدَى وَيُرَاحُ بِرِزْقِنَا مِنَ الْجَنَّةِ, قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ كَيْفَ حَالُكَ مُنْذُ فَارَقْتَنَا, قَالَ: خَيْرُ حَالٍ, بُوِّئْنَا الْمَنَالَ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى.
الصفحة 229