كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

بَابُ مَا رُوِيَ مِنَ الشِّعْرِ فِي الْمَنَامِ
145 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُصَيْمِ بْنِ سَلاَمٍ الْكِلاَبِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ عِيٍّ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْكُوفَةِ, عَنْ رَجُلٍ لَهُ حَالٌ حَسَنَةٌ مِنْ صَلاَحٍ وَهَيْبَةٍ قَالَ: أَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ: قُلْ: يَا حَبِيبُ, فَقُلْتُ: يَا حَبِيبُ قَالَ: لاَ, قُلْ:
يَا حَبِيبُ إِنَّكَ إِنْ تَوَسَّدَ لَيِّنًا ... وُسِّدْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ صُمَّ الْجَنْدَلِ
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِي حَيَاتِكَ صَالِحًا ... فَلَتَنْدَمَنَّ غَدًا إِذَا لَمْ تَفْعَلِ.
146 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يُقَالُ لَهُ التَّمْتَامُ, عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْحَيِّ أَنَّهُ َتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ يَقُولُ لَهُ:
وَكَيْفَ تَنَامُ الْعَيْنُ وَهِيَ قَرِيرَةٌ ... وَلَمْ تَدْرِ فِي أَيِّ الْمَحَلَّيْنِ تَنْزِلُ.
147 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ عِيسَى بْنَ زَاذَانَ الآبُلِّيَّ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ فَأَقْبَلَ إِلَيَّ مُشْرِقًا ضَاحِكًا فَقَالَ:
لَوْ رَأَيْتَ الْحِسَانَ حَوْلِي ... وَأَكَاوِيبَ مَعَهُنَّ لِلشَّرَابِ
يَتَرَنَّمْنَ بِالْقُرْآنِ حُسْنًا... يَمْشِينَ مُسْبِلاَتِ الثِّيَابِ
فَضَحِكْتُ وَاللَّهِ فِي نَوْمِي ثُمَّ انْتَبَهْتُ.
148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَمَّارٌ الرَّاهِبُ، وَكَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْعَامِلِينَ لِلَّهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا قَالَ: رَأَيْتُ مِسْكِينَةَ الطَّفَاوِيَّةَ فِي مَنَامِي, وَكَانَتْ مِنَ الْمُوَاظِبَاتِ عَلَى حَلَقِ الذِّكْرِ فَقُلْتُ: مَرْحَبًا يَا مِسْكِينَةُ مَرْحَبًا, فَقَالَتْ: هَيْهَاتَ يَا عَمَّارُ ذَهَبَتِ الْمَسْكَنَةُ وَجَاءَ الْغِنَى الأَكْبَرُ قُلْتُ: هِيهِ, قَالَتْ: مَا تَسْأَلُ عَمَّنْ أُبِيحَ الْجَنَّةَ بِحَذَافِيرِهَا يُطِلُّ مِنْهَا حَيْثُ شَاءَ, قَالَ: قُلْتُ: وَبِمَ ذَاكَ يَرْحَمُكِ اللَّهُ؟ قَالَتْ: بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْحَقِّ, قَالَ عَمَّارٌ: وَكَانَتْ تَحْضُرُ مَعَنَا مَجْلِسَ عِيسَى بْنِ زَاذَانَ بِالأَبَلَةِ تَنْحَدِرُ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى تَأْتِيَهُ قَاصِدَةً, قَالَ عَمَّارٌ: قُلْتُ: يَا مِسْكِينَةُ مَا فَعَلَ عِيسَى؟ فَضَحِكَتْ ثُمَّ قَالَتْ:
كُسِيَ الْبَهَاءَ وَأَطَافَتْ ... بِأَبَارِيقَ حَوْلَهُ الْخُدَّامُ
حُلِيَّ وَقِيلَ يَا قَارِئُ ارْقَ ... فَلَعَمْرِي لَقَدْ بَرَّأَكَ الصِّيَامُ
وَكَانَ عِيسَى قَدْ صَامَ حَتَّى انْحَنَى وَانْقَطَعَ صَوْتُهُ.

الصفحة 251