كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

155 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي زَيْدُ الْحِمْيَرِيُّ، عَنِ امْرَأَةٍ عَابِدَةٍ كَانَتْ تَحْضُرُ الْمَجَالِسَ قَالَتْ: أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ لِي: ... ذِي الْعَرْشِ هَلْ مِنْ خَيْرِ رَحْمَتِهِ, فَقُلْتُ: أَيْ وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ, قَالَ: إِنَّ كَالْمَحْفُوفِ بِالأَحْلاَمِ قَالَ زَيْدٌ: وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْقَانِي كَثِيرًا وَهِيَ تَبْكِي, وَمَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُهَا إِلاَّ وَهِيَ تَبْكِي وَتَرَدَّدَ هَذَا.
156 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي زَيْدُ الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ بَزِيعَ بْنَ مِسْوَرٍ الْعَابِدَ فِي مَنَامِي وَكَانَ كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلْمَوْتِ طَوِيلَ الاِجْتِهَادِ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ رَأَيْتَ مَوْضِعَكَ؟ قَالَ:
وَلَيْسَ يَعْلَمُ مَا فِي الْقَبْرِ دَاخِلَهُ ... إِلاَّ الإِلَهُ وَسَاكِنُ الأَجْدَاثِ
ثُمَّ وَلَّى وَتَرَكَنِي.
157 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُهَلَّبِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَ هِشَامٌ الْفُوطِيُّ وَلَمْ أَعْلَمْ بِمَوْتِهِ كَأَنَّ جِنَازَةً يُمَرُّ بِهَا مِنْ أَعْلَى الْمِرْبَدِ إِلَى أَسْفَلِهِ وَمَعَهَا نَصَارَى يَشْمَعِلُونَ, قُلْتُ: يَا عَجَبًا جِنَازَةٌ يُجَاءُ بِهَا مِنَ الْجِبَالِ إِلَى الْمِرْبَدِ فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ:
أَحْصَى الآمُورَ كُلَّهَا لَدَيْهِ
حِفْظًا بِلاَ مُؤْنَةٍ عَلَيْهِ
فَخَيْرُهَا وَشَرُّهَا إِلَيْهِ

الصفحة 254