كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

169 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَزْمٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ فِي الْمَنَامِ وَعَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثِيَابِهِ فِي مَسْجِدِهِ وَهُوَ يَقُولُ: صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ لاَ تُجَالِسُوهُمَا: صَاحِبُ دُنْيَا مُتْرَفٌ فِيهَا وَصَاحِبُ بِدْعَةٍ قَدْ غَلاَ فِيهَا, ثُمَّ قَالَ: وَحدثني هَذَا الْحَدِيثَ حَكِيمٌ, وَكَانَ رَجُلاً مِنْ جُلَسَائِهِ يُقَالُ لَهُ: حَكِيمٌ, فَكَأَنَّهُ مَعَنَا فِي الْحَلْقَةِ فَقُلْتُ: يَا حَكِيمُ أَنْتَ حَدَّثْتَ مَالِكًا بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: نَعَمْ, قُلْتُ: عَمَّنْ ذَاكَ قَالَ: عَنِ الْمَقَابِعِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
170 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَ غَالِبٌ الْقَطَّانُ، يَدْعُو: اللَّهُمَّ الشَّيْءَ الَّذِي لاَ يَضُرُّكُ وَيَنْفَعُنَا أَصِبْنَا بِهِ, قَالَ: فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ قَائِلاً يَقُولُ: الشَّيْءُ الَّذِي لاَ يَضُرُّكُ وَلاَ يَنْفَعُكَ فَدَعْهُ.
171 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْكَيْبِيُّ، حَدَّثَنِي ... قَالَ: أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ: أَتُحِبُّ اللَّهَ؟ قُلْتُ: إِي وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ, فَإِنِّي لأُحَبُّهُ وَأُحِبُّ طَاعَتَهُ, قَالَ: بَلْ فَلاَ تُنَادِيهِ نِدَاءَ أَوْلِيَائِهِ, قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْ هَبْنِي إِلَهِي لِلْخَطَرِ الْعَظِيمِ مِنْ مَحَبَّتِكَ يَا بَارِئَ النَّسَمِ.
172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ بُغَيْلٍ الْمُرْهِبِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ فِي مَنَامِي فَقُلْتُ: أَبَا سُلَيْمَانَ كَيْفَ وَجَدْتَ خَيْرَ الآخِرَةِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ خَيْرَهَا كَثِيرًا, قَالَ: قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: صِرْتُ وَاللَّهِ إِلَى خَيْرٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ, قَالَ: قُلْتُ: فَهَلْ لَكَ مِنْ عِلْمٍ بِسُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ فَقَدْ كَانَ يُحِبُّ الْخَيْرَ وَأَهْلَهُ؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: رَقَّاهُ الْخَيْرُ إِلَى دَرَجَةِ أَهْلِ الْخَيْرِ.
173 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَارِجَةَ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ أُشْكِلَ عَلَيَّ الأَمْرُ, فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُرِيَنِي شَيْئًا مِنَ الْحَقِّ أَتْبَعُهُ, فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنِّي فِي الْقِيَامَةِ وَكَأَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ حَائِطًا فَقُلْتُ: لَوْ أَنِّي قَسَمْتُ هَذَا الْحَائِطَ فَلَقِيتُهُمْ, قَالَ: فَقَسَمْتُ الْحَائِطَ فَإِذَا قَوْمٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ بَيَاضٍ فَقُلْتُ لَهُمْ: أَنْتُمُ الْمَلاَئِكَةُ؟ قَالُوا: لاَ, نَحْنُ الشُّهَدَاءُ وَلَكِنِ اصْعَدْ هَذِهِ الدَّرَجَةَ, فَصَعِدْتُ دَرَجَةً لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا فَإِذَا مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ, وَإِبْرَاهِيمُ يَقُولُ لِمُحَمَّدٍ: أَلاَ تَرَى مَا فَعَلَتْ أُمَّتُكَ؟ قَتَلُوا إِمَامَهُمْ وَأَهْرَقُوا دِمَاءَهُمْ, أَلاَ فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيلِي سَعْدٌ, إِنَّ خَلِيلِي مِنْ هَذَا فُلاَنٌ سَعْدٌ, قَالَ: فَقُلْتُ: لآتِيَنَّ سَعْدًا فَلأخْبِرَنَّهُ, قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ, فَمَا أَكْثَرَ بِهَا فَرَحًا وَقَالَ: لَقَدْ خَابَ مَنْ لَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيمُ لَهُ خَلِيلاً.

الصفحة 258